السيد حسن (خورفكان) وسط الجبال المهيبة، وفي تعرجات الوديان، هناك في وادي شي بخورفكان، تأخذك الطبيعة بأريجها الفواح، ومناظرها الخلابة، تشدك شيئاً فشيئاً، لتجد نفسك طواعية، هنا على حافة الوادي، حيث تنساب المياه جذلى بين ثنّيات جبال الرفيصة، وقد تماوجت رمال الوادي من ذي قبل، فأفسح لذاته حفراً مترامية الأبعاد، هي الآن يطلق عليها «سد الرفيصة»، لتضم بين أحضانها مياه الشتاء المتدفقة من رؤوس الجبال العتيقة، لتقبع في الوادي بعدما اكتفى مخزونها الجوفي بملايين الأمتار من المياه العذبة الندية. صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجّه بإقامة استراحة متكاملة الخدمات، يكون لها المقام على حافة هذا النهر المتجدد، هنا على سد الرفيصة بمنطقة وادي شي بخورفكان، استراحة تضم الخدمات كافة من حدائق وألعاب ومسجد وكافتيريا، بحيث عندما تأتي إلى استراحة الرفيصة، ستجد الهدوء المنشود، بعيداً عن صخب المدن وزحامها المقلق، وستجد نفسك بين الجبال والمياه العذبة والمسطحات الخضراء، وعليك أن تختار فيما ستقضي وقتك، في نزهة بحرية بقارب ومجداف، على متنه تكون أنت الملاح الحاضر وليس التائه، رحلة وسط لجة المياه العذبة، وتعلوك قمم الجبال، وكأنك تبحر في بحيرات سويسرا أو تتنسم العبير في رياض «فِيّنا» الغناء. وقال الدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان: «إن صاحب السمو حاكم الشارقة يحمل بين جوانحه قلب شاعر، ومخيلة فنان مبدع، وهو لا يرى مكاناً يحمل مقومات الجمال، إلا وقد أمر ووجّه باستغلاله أحسن استغلال، وهو ما حدث بالطبع في هذا المكان العبقري المتفرد بين الجبال في وادي الرفيصة، وحينما جاء وشعر بالجمال الطبيعي الخلاب، رأى أن يستمتع المواطنون والمقيمون على مستوى الدولة، بتلك العبقرية الفذة في جغرافيا الشارقة بوادي شي بخورفكان». وواصل النقبي: «ومن غير شك، فإن مثل هذه الأماكن ذات الطبيعة الخاصة جداً، لها روادها الذين يأتون إليها من كل صوب، وفي أي وقت من أوقات العام، فهؤلاء هواة يعشقون تلك الأماكن، ويأتون إليها في الصيف، كما في الشتاء، بينما يغيب في الصيف هؤلاء الرواد الذين يبحثون عن الدفء في أوقات الشتاء، فيلتمسوه في دفء الجبال المحيطة بالمكان، وفي دفء العلاقات الإنسانية بالغة الروعة، وفي حركة المجداف حين يروح ويغدو بين يديك، وفي النظرات الساجية الحميمية في الوادي المتفجر بينابيع الدفء والدعة». اقتربنا من أحد الرواد، وكان يقف مستنداً إلى سياج السد يطالع تفاصيل المنظر، وقد بدت عليه السكنية، وكأنه قد بدأ صلاته للتو، سألناه: ما يجذبك وما سر هذه السكنية، وأجابنا عبدالله سعيد المطيري: «نحن دولة طبيعتها الغالبة عليها صحراوية، وما أنْ تجد وادياً به ماء، حتى يرق قلبك ويحنو ويبتهج، وتلوح عيناك في الأفق تتلمس في هذا المنظر مناحي الجمال والبهجة، لهذا وقفت، ولذلك سكنت جوارحي، وشعرت أن بلادي فيها الكثير من مواقع جغرافية يمكن أن تكون مليئة بعبقرية المكان».استراحة سد الرفيصة بخورفكان، أحد الأماكن الجميلة التي أعيد اكتشافها من جديد، وسيعاد اكتشافها ثانية وثالثة، عندما يقام على جانبيها العديد من الاستراحات والمتنزهات، لتكون مقراً ومستقراً للعديد من الليالي، وليست ليوم واحد أو ساعات عابرة.
مشاركة :