أصوات واعدة: فاطمة الحوطي: الحزاوي والحكايات الشعبية روايات قديمة تتوارثها الأجيال

  • 7/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لعل أبرز الوسائل التي تتناقل فيها الأجيال تراثها الماضي وعادتها القديمة هي الحكايات والأمثال الشعبية الموروثة والتي لا تعرف فصحى تكتب بها أو وزنًا فراهيديًا تنظم به ولا معجمًا لغويًا خاصًا سوى كلمات بسيطة تتصل بذاك المجتمع وفي ذاك الزمان. فها نحن اليوم لا نتشبث في سير الجدود إلا بما تواتر لنا من حكاياتهم وما تردد من أمثال على ألسنتهم والتي نتجت من قصة أو عادة اعتادوا عليها، وما هي إلا اختزال لطريقة حياة وجملة أعراف ولهجة مجتمع وهو ما يعرف اليوم بالأدب الشعبي. في هذا العنوان حاورنا الأستاذة فاطمة الحوطي وإليكم ما تفضلت به. بداية عرفت فاطمة الحوطي الحزاوي والحكايات الشعبية بأنها روايات قديمة تتوارثها الأجيال، وقالت إن هذه الحكايات لا نستطيع أن نعرف منذ متى ظهرت أو من الذي بدأها، فهي ظهرت منذ القدم، ولا يستطيع شخص أن يتبنى هذه الحكايات وينسبها لنفسه، فالحكايات ليس لها زمان ولا مكان محددان، فهناك مدون للحكايات وآخر يحكيها ولكن ليس هناك شخص يستطيع أن يقول إنه هو من بدأ بالحكايات، ونستطيع أن نأخذ هذه الحكايات من مصادرها وهي النساء المسنات. كما أن هذه الحكايات تتعرض للحذف والإضافة بسبب النسيان، فعندما تتناقل هذه الحكايات نجد شخصًا يضيف عليها وآخر يغير من ألفاظها وآخرون يحذفون من محتواها بعض الأشياء. هذه الحكايات تراث عالمي، ونجده في جميع مناطق البحرين، ولكننا نجد اختلافها من منطقة إلى منطقة أخرى في روايتها، وكما أننا نلتمس التشابه بين تراثنا في البحرين مع تراث المناطق الخليجية. وفي صدد حديثنا عن اللهجة المكتوبة بها هذه الحكايات وهي اللهجة الدارجة (العامية) فقد أجابتنا بأن سبب اتخاذ هذه اللهجة في الكتابة هو المحافظة على التراث واللهجة الأصلية ولكي تكون لتراثنا شخصية مميزة، ولكي يتضح للناس جمال النقل وجمال الحكايات. الحكايات الشعبية البحرينية تعكس عادات وتقاليد المجتمع البحريني، كما أنها تمثل الحياة الاجتماعية البحرينية قديما. ومن دواعي ظهور الحكايات الشعبية هي المتعة والتسلية عندما فقد السابقون أدوات التسلية اتجه الناس إلى حكي القصص والحزاوي لتكون لهم مصدرًا للمتعة والترفيه عن النفس بعد قضاء يوم طويل. مع أن هذه الحكايات لم تكن إلا من وحي الخيال فهي لم تكن حقيقية أو واقعية، وكما يظهر جليًا في هذه الروايات الجن، وعندما تتكلم الحيوانات والنباتات. ستظل هذه الأمثال والحكايات تنتقل من جيل إلى جيل مشكلة موروثا جميلا إما لبيان عادة قديمة أو مدعاة للدعابة والترفيه، وفي مجموعها ستكون أدبا منفردا بنوعه يدعى الأدب الشعبي ويدرس في صفوف علوم اللغة والأدب.

مشاركة :