باكستان تعلن الحداد وتتراجع عن إلغاء عقوبة الإعدام دفعاً بمجزرة المدرسة

  • 12/18/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

استيقطت باكستان على يوم حداد، أمس الأربعاء، بعد أن قتل مسلحون من حركة طالبان 132 تلميذاً بمدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور في هجوم مروع أحدث صدمة في البلاد، وشكل ضغطاً على الحكومة لبذل المزيد في مواجهة المتشددين المسلحين، وقرر رئيس الوزراء نواز شريف إلغاء وقف العمل بعقوبة الإعدام دفعاً بالمجزرة، ووجه الجيش الباكستاني مزيداً من الضربات الجوية لمواقع تابعة لطالبان في وقت متأخر، الليلة قبل الماضية، وعرضت الولايات المتحدة على باكستان مزيداً من المساعدة في الحرب ضد الإرهاب. شموع وأشعل الناس الشموع في أماكن مختلفة من البلاد وسهروا الليل في أجواء حزينة، بينما يستعد الآباء لدفن أبنائهم خلال جنازات جماعية في بيشاور ومحيطها. وربما يكون الباكستانيون قد اعتادوا على الهجمات شبه اليومية التي يستهدف فيها المتشددون قوات الأمن لكن شن هجوم مباشر على أطفال أحدث صدمة في البلاد وأطلق نداءات بين المعلقين برد عسكري قوي. وكانت ساحة مدرسة الجيش العامة التي شهدت المذبحة، أمس، خالية تماما إلا من بضعة قناصة على أسطح مبانيها. وبجوار المدخل انتشرت عربات عسكرية وجنود ملثمون مسلحون ببنادق آلية. وبعد يوم على الهجوم خيمت أجواء الحزن على بيشاور ولا يزال كثيرون في حالة صدمة وهم يستعيدون الأحداث المروعة ويحاولون تهدئة بعضهم بعضا. وتكشفت تفاصيل أكثر عن الهجوم الذي كان منظما جيدا مع إدلاء شهود عيان برواياتهم. وقال عصام الدين، وهو سائق لإحدى حافلات المدرسة عمره 25 عاما: "جاء المهاجمون حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً في شاحنة صغيرة." وأضاف: "قادوها إلى خلف المدرسة وأشعلوا النار بها لقطع الطريق ثم ذهبوا إلى البوابة الرئيسية وقتلوا جندياً وحارساً وبستانياً. وبدأ إطلاق النار ووقع الهجوم الانتحاري الأول." حداد وأعلنت حكومة رئيس الوزراء نواز شريف الحداد لمدة ثلاثة أيام، لكن شغل الناس الشاغل انصب على ما يمكن أن تفعله السلطات لحماية البلاد. من جهتها، قالت شيري رحمن سفيرة باكستان السابقة لدى الولايات المتحدة والسياسية المعارضة: "على الناس أن يتوقفوا عن المواربة ويتكاتفوا في وجه مأساة وطنية." وأضافت: "هناك زعماء للأمة يقدمون تبريرات لأفعال طالبان، وهناك من لا يشيرون إلى طالبان في أحاديثهم." العودة للإعدام وفي السياق، قال متحدث باسم الحكومة الباكستانية: إن رئيس الوزراء نواز شريف ألغى وقف العمل بعقوبة الإعدام، أمس الأربعاء، بعد مقتل 132 طالباً وتسعة مدرسين في هجوم لطالبان على مدرسة في بيشاور، أمس. وقال المتحدث محيي الدين واني: إن رئيس الوزراء وافق على قرار للجنة وزارية بإلغاء وقف العمل بعقوبة الإعدام. عرض أمريكي من جانبها، عرضت الولايات المتحدة على باكستان مزيداً من المساعدة في الحرب ضد الإرهاب، وقال مسؤولون أمريكيون في أحاديثهم الخاصة: إنهم ينتظرون من اسلام اباد إظهار عزم أقوى في محاربة المتمردين. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما، الثلاثاء: إن الهجوم الذي تسبب في مقتل 132 طالباً على الأقل وتسعة من العاملين في المدرسة الثانوية التي يديرها الجيش في بيشاور هو عمل "لا أخلاقي" ووعد بأن تدعم واشنطن باكستان في حربها ضد المتشددين. وقال أوباما: "نقف مع شعب باكستان ونكرر التزام الولايات المتحدة بدعم الحكومة في مسعاها لمحاربة الإرهاب والتطرف وإشاعة السلام والاستقرار في المنطقة." وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بأن الولايات المتحدة تقدم لباكستان مساعدات لمكافحة الإرهاب لكنه رفض أن يكون أكثر تحديداً. وقال مسؤولون أمريكيون في أحاديث خاصة: إنهم ينتظرون الآن أن تشن قوات الأمن الباكستانية حملة أشد رداً على الهجوم على المدرسة التي كان عدد كبير من طلابها أبناء ضباط في الجيش الباكستاني. غارة أمريكية وقال مسؤول أفغاني: إن هجوماً بطائرة أمريكية بلا طيار في شرق البلاد، قتل أربعة من حركة طالبان الباكستانية وسبعة مسلحين آخرين. وقال معلم معشوق حاكم شيرزاد بإقليم ننكرهار: إن طائرة بلا طيار قتلت المتشددين، مساء أمس الثلاثاء: في الوقت الذي هاجم فيه أعضاء بحركة طالبان الباكستانية مدرسة في مدينة بيشاور الباكستانية قرب الحدود الأفغانية. وقال معشوق "بناء على معلوماتنا كان 11 متمردا من بينهم أربعة من طالبان الباكستانية يستقلون شاحنة صغيرة استهدفتها ضربة الطائرة بلا طيار وقتلتهم جميعا." وهناك تحالف فضفاض يربط بين طالبان الباكستانية والأفغانية المتشددتين وتعمل الحركتان عبر الحدود الأفغانية الباكستانية التي يسهل اختراقها. وتسعى الحركتان للإطاحة بالحكومتين الباكستانية والأفغانية، وتطبيق تفسيرهما المتشدد للإسلام. لكن طالبان الأفغانية أصدرت رغم ذلك بياناً أدانت فيه هجوم حركة طالبان الباكستانية على مدرسة في مدينة بيشاور قتل فيه 141 شخصاً، أمس الثلاثاء. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة في بيان: "القتل العمد لأناس وأطفال ونساء أبرياء يتعارض مع مبادئ الإسلام ويجب على كل حزب إسلامي وحكومة إسلامية وضع هذا المعيار في الحسبان."

مشاركة :