على الرغم من حالة التفاؤل التي سادت الشارع الرياضي بعد استعارة الروماني كوزمين لتدريب المنتخب السعودي إلا ان القلق لا يزال يساور الكثيرين لأسباب وجيهة ومنطقية جداً. كوزمين مدرب متميز لكن كونه يدرب في الخليج وله تجربة سابقة في الدوري السعودي لا يعني أنه سيكون قادرا على معرفة اللاعبين الذين يستطيع توظيفهم بالشكل السليم رغم تصريحه بأنه يتابع الدوري السعودي خصوصا في اخر اربع جولات. كوزمين مدرب متميز لكنه سيلعب بخيارات محددة سلفا خيارات من 40 لاعبا اختارها غيره وقد لا تخدم الاسماء طريقته التي يريد تطبيقها. كوزمين مدرب متميز لكنه لا يملك عصا سحرية يغير بها مستويات المنتخب واللاعبين وطريقة تفكيرهم في اسبوعين. كوزمين مدرب متميز لكن تميزه وخبرته على مستوى أندية تختلف كليا في طريقة تحضيرها للموسم الجديد وطول نفس الدوريات عن اعداد لاعبي منتخب يخوضون بطولات قصيرة. كوزمين مدرب متميز لكنه ليس المدرب الجيد الوحيد الذي يتولى الاشراف على المنتخب السعودي فقبل لوبيز المغمور كان يدرب المنتخب ريكارد المشهور ومع هذا لم يحقق أي نجاح. كوزمين مدرب متميز لكن دور المدرب في نهاية الأمر لا يتعدى الـ ٣٠٪ في أحسن الأحوال. المفارقة انه بالفعل القرار الأنسب ولم يكن بالإمكان اتخاذ قرار افضل من هذا والسبب بكل تأكيد ليس ضيق الوقت بل تأخر اقالة لوبيز الى هذا الوقت المحرج والذي جعلتنا نستجدي الأشقاء في الإمارات ان يعيرونا مدربا في سابقة هي الأولى في استعارة مدرب للمنتخب من خارج المملكة والثانية بعد استعارة الاورغوياني عمر ابو راس من الهلال في عام 1988م وعسى ان تكون الأخيرة وان لا يتلقى ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد اتصالا آخر من نوع: فزّاع... عندك سلف؟. وقفة الأشقاء في الامارات مقدرة بكل تأكيد والجميع كان متأكدا وواثقاً من ان الرد سيأتي بالموافقة لكن السؤال الأهم: لماذا وضعنا انفسنا في هذا المأزق؟ قرار تعيين مدرب يجب أن يكون قبل أي بطولة بوقت كاف لا يقل عن ٦ أشهر واذا لم يقل فليستمر مهما كانت النتائج وليتحمل الاتحاد السعودي نتيجة قراره. اتخاذ قرار «ترقيعي» او قرار للخروج من تحت وطأة الضغط الجماهيري لن يحقق نتائج وما حدث يجب ان يكون درساً للاتحاد السعودي في قادم الأيام وليعلم ان توقيت اي قرار لا يقل اهمية عن القرار نفسه. ربما يولد الابداع من رحم المعاناة وينعكس تغيير المدرب على مستويات اللاعبين وروحهم ويحقق المنتخب بإذن الله كأس البطولة لكن حتى وان حدث ما نتمناه فذلك لا يعني ان ما حدث كان صحيحاً بالضرورة صحيح أن الاتحاد السعودي أخطأ بتأخره في اقالة لوبيز وجلب مدربا بديلا قبل وقت كاف لكنه لا يبرر المطالبة بحل الاتحاد فما حدث خطأ كأي خطأ يمكن أن يحدث والأهم ان لا يقع مسيرو الكرة في هذا المأزق مرة أخرى.