ـ في المواسم تبدو المشكلة واضحة جداً؛ صرافة دون نقود وأخرى متوقفة عن العمل، أو تشتغل يوماً وتنام أسبوعاً، ولا يبدو أن ثمة من يسأل أو يهتم بما يجري، وخصوصاً أن الحالة متكررة منذ سنوات دون حل، وعلى المواطن أن يكتم غضبه ويبحث عن صرافة شغالة «وبلاش دوشة فالموضوع تافه وما يستاهل».. ـ أصبح مألوفاً في محافظة رجال ألمع رؤية الطوابير المتنقلة بين الصرافات العطلانة أو الفاضية ليس في نهاية الشهر والمواسم فقط كما جرت العادة؛ بل وفي أغلب أيام السنة، ولا يدري الناس لمن يذهبون ولمن يشتكون؟! ـ فهل تعرف المحافظة بهذا الأمر؟ أم أنها تنتظر شكوى موقعة من عشرة أشخاص كي تقوم بمخاطبة البنوك عن المشكلة؟ أياً كان الأمر فما أتمناه ألا يعتقدوا أن المشكلة تافهة ولا تستدعي القيام بأي عمل بحجة أن وراءهم ما هو أهم وأكبر؛ فلا أهم ولا أكبر من خدمة المواطن!! ـ بنكان فقط في رجال ألمع، وثماني صرافات تقريباً، خمس منها على ناصية شارع واحد؛ فكيف بحسوة البعيدة جداً، وكذلك ريم بني جونة والبتيلة ورقعاء وروام التي لا يوجد فيها صرافات نهائياً؟! أليس لهؤلاء نصيب؟ أم أنهم يدفعون ثمن التضاريس الوعرة؟! ـ رجال ألمع هي أنموذج فقط لإهمال البنوك وسوء خدماتها في المدن والمحافظات البعيدة ذات العدد السكاني الكثيف؛ مع أن هؤلاء الغلابة هم الأكثر أخذاً للقروض، وهم من «تُشفط» أموالهم دون خدمات عادلة، أو حتى تغذية وصيانة لما هو موجود من صرافات. ـ كثيرون يتبرعون بالبرادات للمساجد وغيرها، ونسأل الله أن يجزيهم خيراً على حُسن صنيعهم؛ فهل آن الأوان أيضاً أن نجد من يتبرع لبنوكنا الغنية جداً بصرافات كافية لا تخذل الناس في مواسم الأعياد والعودة إلى المدارس؟! ربما..
مشاركة :