الشاب «بندق» يقدم فنجان قهوة بنكهة... الثقافة

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قرب الرصيف الموصّل إلى قاعات مركز ساقية الصاوي، بحي الزمالك الراقي، يقف محمود بندق، أو «ابن دياب» كما يحب أن ينادونه، أمامه دراجته، التي حوّلها إلى موقد رملي، وفي جانب منها علق رفاً خشبياً زوّده بمكتبة متنوعة، وضع فيها مجموعة من الروايات والكتب الدينية والتنمية البشرية.كانت الساعة تقترب من العاشرة مساء، إلى جواره تقف زميلته، قال وهو يضبط معيار البن في كنكة صغيرة، قبل أن يضعها فوق الرمل: «قطعت رحلة كبيرة قبل أن أستقر فوق رصيف الساقية، أقدم القهوة التي أنضجها على نار هادئة، زبائني من سكان الحي فضلاً عن الشباب والشابات من رواد الحفلات والندوات اليومية».ويراهن بندق على عوامل غير عادية في جذب زبائنه، فهو يلتزم بالهدوء التام، لا أضواء مبهرة، ولا ضجيج، فقط مجرد رصيف صغير. وسط كل هذه الأجواء يقدم فناجينه بسعر لا يتجاوز ثمانية جنيهات مصرية (نصف دولار تقريباً). أما عن الكتب فقد جاء بها رغبة في تسلية من يمرون به من فتيات وشبان من محبي الثقافة، خصوصاً الروايات، والتي جاء بمجموعة كبيرة منها.يخرج بندق من المصنع في السابعة مساء، ويعد ما يحتاج إليه من مواد لازمة، ويتحرك بصحبة زميلته من منطقة إمبابة حيث يسكن، إلى الزمالك، كل ذلك حسب ما يشير لا يستغرق أكثر من نصف ساعة، بعدها يكون جاهزاً لاستقبال زبائنه من عشاق شرب القهوة التي يقوم بتسويتها ويقدمها في فناجين وأكواب زجاجية أو ورقية صغيرة، منهم من يأخذ فنجانه ويتحرك صوب قاعات الساقية، ومنهم من يجلس بجانبه على الرصيف، يحتسي قهوته، وهو يمسك كتاباً من أعمال الدكتور مصطفى محمود، أو الأديب الروسي مكسيم جوركي، أو الياباني هاروكي موراكي، فضلاً عن عدد من الكتب الأخرى التي اختارها بندق لتلبي أذواق المارة من أصحاب المزاج السيار، أو التيك أواي، كما يسميها هو.وذكر بندق أنه منذ عام ونصف العام اشترى «تروسيكل حديد»، حمولته نحو 400 كلغم، يقول: «قمت باستغلال قوائمه في تصميم عربة خشبية كبيرة مساحتها متر في متر ونصف، اشتغلت بها شهرين بالقرب من سكني. عندما عرض علي أحد الأصدقاء أن نعمل في منطقة المعادي، نقدم العصير والقهوة لسكانها ورواد الحي. تكلف المشروع نحو 12 ألف جنيه زودنا العربة التي قمت بتصميمها من قبل بثلاجة، وعدد من علب الثلج، ومحول طاقة، ولأنني لا أملك تصاريح أو أوراقاً تسمح لي بتقديم المشروبات في الشارع، قررت أن أستغل دراجتي، واخترت هذا المكان لقربه من منزلي». يشير إلى أن مرحلة الإعداد لا تستغرق وقتاً طويلاً: «لا أستغرق وقتاً في الموقد وفرش الرمال فوق لوح الصاج،.

مشاركة :