سرّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال اجتماع لحكومته المصغّرة ملامح صفقة في شأن قطاع غزة للأمم المتحدة ومصر دور فيها، بالتزامن مع تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تحدث عن «قرارات مصيرية خلال الشهرين المقبلين». وروّجت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس لـ «صفقة» للتهدئة مع قطاع غزة عمادها تخفيف الحصار في مقابل وقف كامل للنار. وأشارت إلى أنّ مفاوضاتها التي تجري بين الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية و «حماس» وصلت إلى «مرحلة متقدمة»، في وقت وصل منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى العاصمة المصرية بعد زيارة لغزة، هي الثالثة خلال يومين. وتأتي زيارة ملادينوف القاهرة، والتي سيلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين، تزامناً مع وصول وفد من حركة «فتح» لتسليم رد الحركة على الآليات المصرية الجديدة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» إن ملادينوف الذي التقى رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» إسماعيل هنية، سيركّز في محادثاته مع المسؤولين المصريين على المصالحة والمستجدات المتعلقة بمبادرته الهادفة إلى إيجاد حلول للأزمة الإنسانية في القطاع، ومنع اندلاع حرب رابعة. وأضافت المصادر أن ملادينوف ومصر «يعملان بتنسيق عال جداً على خطي المصالحة ونزع فتيل أي حرب جديدة» بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خصوصاً أن كل عوامل تفجير الأوضاع، التي كانت سائدة عشية العدوان على غزة صيف 2014، موجودة، إذ تتعالى أصوات في إسرائيل، حزبية وفي أوساط الجنرالات، منادية بـ «الجرف الصامد 2». وأشارت المصادر إلى أن ملادينوف، الذي يجري محادثات ماراثونية غير مباشرة بين «حماس» وإسرائيل، نقل طلباً من الدولة العبرية للحركة يتمثل في وقف النار مقابل تخفيف الحصار على القطاع، وتنفيذ مشاريع لتحسين أوضاع سكانه. ولفتت إلى أن ملادينوف يسعى، بتنسيق وثيق مع مصر، إلى ضمان إنهاء الإنقسام وعودة حكومة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، ووقف النار، على أن تكون مبادرته جزءاً من الصفقة. وأشارت المصادر إلى أن «حماس» لم تعطِ جواباً نهائياً. في غضون ذلك، أفادت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي بأن الأمم المتحدة ومصر على وشك «تقديم مبادرة لتخفيف التوتر المتصاعد» بين إسرائيل والفصائل. وأضافت أن بنيامين نتانياهو قال لأعضاء المجلس الوزاري المصغّر إن «هناك صفقة مهمة في طور الإعداد». وذكرت أن الصفقة- المبادرة وصلت إلى «مرحلة متقدمة من المفاوضات بين الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس»، لافتة إلى أنّ «الصفقة تتضمن إعادة تأهيل القطاع، وإعادة السلطة إليه، والتوصل إلى وقف نار كامل». ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي يشارك في المفاوضات أن «مصر والأمم المتحدة تمارسان ضغوطاً هائلة على جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق» إزاء الأفكار التي اعتبرها «سابقة». ونقلت وكالة «وفا» أمس عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إنّ وفداً يحمل موقفاً فلسطينياً واضحاً حيال «الأفكار المصرية في شأن المصالحة الوطنية» سيصل إلى القاهرة اليوم. وأضاف عباس، خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله، أنّ «هناك قضايا مهمة يجب أن نتخذ فيها قرارات مصيرية وخطيرة خلال الشهرين المقبلين، كنا تحدثنا عنها في المجلس الوطني، وستعرض كذلك أمام المجلس المركزي. وكانت اللجنة التنفيذية اعتبرت أن «قانون القومية» العنصري الذي أقره الكنيست في 19 الشهر الجاري، نقطة ارتكاز لـ «صفقة القرن» وجزء لا يتجزأ منها، لجهة تدمير المشروع الوطني وإلغاء حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967. ودانت اللجنة الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى وإغلاقه أمام المصلين معتبرة ذلك تطوراً خطراً. وشدّد عباس على أنّ «الإجراءات ضد المسجد الأقصى لم تعد تحتمل».
مشاركة :