الخليج وحروب أمريكا: من محاربة الشيوعية إلى ولاية الفقيه!

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

‭}‬ هل الحروب التي أسهمت فيها دول الخليج مع الولايات المتحدة، سواء حرب «الجهاديين» في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي، أم الحرب العراقية – الإيرانية التي جاء بها (نظام الولي الفقيه) في إطار تصدير الثورة، وهذا النظام حقق لأمريكا وللصهاينة عمومًا المشروع الأمريكي في النهاية، والتي كادت تودي بأنظمة الخليج ما عدا نظام الحمدين مرحليا! أم هل حققت حرب غزو العراق للعرب انتصارًا... أم التحالف الدولي ضد «داعش» وهذا التنظيم انكشف من أسّسه على ألسنة مسؤولين أمريكيين... هل كل تلك (الحروب الأمريكية) في الأصل أسهمت في تقوية دول الخليج والدول العربية أم إضعافها؟! في الواقع أنها أسهمت في (خلخلة النظام الدولي) بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وهزيمته في أفغانستان كأحد أهم أسباب ذلك السقوط! ما أفسح المجال لـ«بوش» ليعلن «النظام الدولي الجديد» (بحسب المواصفات الأمريكية وتحكمها) فأطلق يدها أكثر فأكثر بمشاريعها «التخريبية» في دول الخليج والمنطقة العربية، بشعارات الدمقرطة ثم الحريات ثم الحقوق وصولا إلى العنوان القبيح «الفوضى» الخلاقة! ‭}‬ اليوم اتضّح أيضا أن الحرب العراقية - الإيرانية كانت أحد أهم بدايات أدوار النظام الثيوقراطي (الوظيفي) في إيران بعد مجيئه مباشرة، لتبدأ مع هذا النظام الإرهابي، سلسلة الإرهاب وتخريب الدول العربية عبر أذرعها منذ «حزب الدعوة».. و«حزب اللات» اللبناني، والتحرش بالعراق والاعتداء على أراضيها وداخل مجتمعها! كان دورًا وظيفيًا -ولا يزال- لصالح مشاريع أمريكا والصهيونية العالمية في المنطقة! ولسنا من المعتقدين بوجود خلافات استراتيجية بين أمريكا ونظام الولي الفقيه! واليوم انكشف ذلك! أيضا بمشروع تقسيم الدول، الذي يردّد البعض أنه كان مشروع (أوباما) رغم أنه مستمر في عهد «ترامب»! ورغم كل (المعلن الأمريكي) ضد إيران، هي الأخرى مستمرّة على مرأى «إدارة ترامب» في تخريب العراق وسوريا واليمن! ‭}‬ هل الحرب على داعش، وهو الصناعة الأمريكية بلسان «كلينتون» وزيرة الخارجية، كانت في صالح دول الخليج وسوريا ودول عربية أخرى، واستنزاف الثروات الخليجية، وتشويه الإسلام عبره! إن كانت هي التي صنعت باستخباراتها ومعها البريطانية والإسرائيلية، (قيادات داعش) فهل كانت جادة في الحرب عليها؟ أم كان لها دور (وظيفي) في مشروع الفوضى، وفزاعتها لا تزال مستمرة حتى في العراق وسوريا وليبيا، رغم إعلان القضاء عليها! تأملوا ما يحدث لإدراك الحقيقة! ‭}‬ نأتي اليوم إلى «نظام الملالي» الذي تكشف الحقائق والوقائع، أن أمريكا هي التي سلمت العراق إليها لتتمدّد، وهي التي باركت مليشياتها وأذرعها في تخريب دولنا! واليوم (تريد أمريكا توريط الخليج وتحديدًا «السعودية» في حرب مع إيران و«نظام الملالي»)! بعد أن أخذ «البعبع الإيراني مداه، في تدمير العراق وجرف مدنه، وتدمير سوريا وجرف مدنها، وبعد أن تلاعب الغرب بقيادة أمريكا في الموقف من «الحوثيين» الذراع المهدد مباشرة للسعودية وليس لليمن وحده! ولكي تصل الأمور إلى ذلك، لا بد من الشحن ضدّ إيران ليس بسبب ما تعلنه في المنطقة العربية بحسب الادعاء، وإنما لأنها تمادت في أطماعها على حساب (الوكيل الصهيوني) فلا بدّ من تأديبها بعض الشيء! بالعقوبات والتهديد، ودفع دول الخليج إلى دخول حرب مباشرة، (ولا بأس هذه المرة إن دُمرّت إيران، فدمارها ضريبة دمار دول الخليج أيضا) واستنزافها في حرب أخرى! وخاصة أن الحرب في اليمن يُدار الصراع فيها أمريكيا وغربيا، بحيث لا تنتج الحسم مرحليا وإلى أبعد مدى ممكن، وإنما ليبقى الحوثيون عامل تهديد! ‭}‬ في الظاهر وكأن أمريكا هي الحليف، وإسرائيل هي المضاد لإيران، وفي الباطن أو الحقيقة، (كل اللعبة تُدار ضد الخليج والعرب) و«نظام الملالي» أثبت أنه لا يهمّه البلد الإيراني ولا الشعب الإيراني، وإنما جاء ليؤدي وظيفة أتقنها كل الإتقان في تفكيك العرب ودوله وشعوبه، وهذا هو المراد الذي جيء بهذا النظام الثيوقراطي من أجله! إنها (حروب أمريكا في المنطقة ضد الخليج وضد العرب)! حتى إن بدت في ظاهرها أن للخليج وللعرب مصلحة فيها! إن تم اعتبار أن هذا الكلام كلام مجانين، فخذوا الحكمة من أفواه المجانين هذه المرة! وحاربوا حروبكم الحقيقية، وليس حروب أمريكا، التي يتبجح رئيسها بأنه (يحمينا)! فيما هو بمن يحكمه في بلده، يدمرّنا كالعادة! ونحن ندفع ثمن دمارنا! ولا نتحرك ضد العدّو الصهيوني -رأس البلاء كله- ! وإن أردنا إيقاف إيران عند حدّها فما أكثر الطرق لذلك، غير الحرب العسكرية!

مشاركة :