التفاؤل الذي استجدّ في «وول ستريت» بعد عاصفة أسهم «فيسبوك» يجد ما يغذيه هذا الأسبوع في نتائج الشركات وتقرير الوظائف واجتماع لجنة الأسواق المفتوحة في الاحتياطي الفدرالي مضافة كلها إلى الانفراج في حرب التعرفة مع الاتحاد الأوروبي.وهذا الأسبوع هو الأخير بين الأسابيع الأربعة الأهم لجهة نتائج الشركات التي سجلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حالة استثنائية في تحفيز المتداولين، خاصة أن نسبة 4 إلى واحد منها حققت أرباحاً فاقت توقعات المحللين. وتتصدر نتائج شركة «أبل» هذا الأسبوع قائمة اهتمام المتابعين. ولا تزال هناك نسبة 25% من الشركات المدرجة على مؤشر «إس أند بي 500» على قائمة الشركات المنتظر أن تصدر نتائجها خلال هذا الأسبوع. وقد ارتفع متوسط ربحية الشركات بنسبة 22.6% مقارنة مع نتائج الفصل الثاني من عام 2017.وتشمل قائمة الشركات التي تحظى باهتمام المستثمرين بالدرجة الأولى، كلاًّ من «أبل» و«كاتربللر»و«بروكتر أند جامبل»و«داو دي بونت»و«وفيتزر»و«تيسلا». وتشير تحليلات البيانات إلى أن سهم «أبل» تحرك بنسبة 4% صعوداً وهبوطاً في اليوم الذي يلي إصدار نتائجها خلال الاثني عشر فصلاً الماضية.ويستقبل السوق تقرير الوظائف لشهر يوليو/تموز، يوم الجمعة وسط توقعات بتحقيق 195 ألف وظيفة مع تراجع في نسبة البطالة إلى 3.9%، أما المؤشر الأهم في التقرير وهو معدل أجرة ساعة العمل؛ فسوف يستمر على مساره الصعودي البطيء جداً ليصل إلى 2.7% على أساس سنوي.وتجتمع لجنة الأسواق المفتوحة في الاحتياطي الفدرالي يومي الثلاثاء والأربعاء إلاّ أن الرهانات على اجتماعها تبقى في حدها الأدنى خاصة أن الاجتماع لن يعقبه مؤتمر صحفي لرئيس المجلس، وليس من المتوقع أن يتخذ المجلس قراراً برفع الفائدة قبل اجتماع سبتمبر/أيلول. لكن المستثمرين يتابعون مجريات الاجتماع بحثاً عن مؤشر يوضح ما إذا كان هناك قرار آخر برفع أسعار الفائدة في ديسمبر/كانون الأول، بحيث تصبح أربعة قرارات هذا العام.أما مخاوف التجارة فقد هدأت نسبياً خلال الأسبوع الماضي بعد أن أعلن ترامب والمفوض الأوروبي جان كلود يونكر، عن فرصة لاستمرار مناقشة القضايا التجارية وتجنب فرض التعرفة خلال التفاوض. كما حققت واشنطن تقدماً في مفاوضاتها مع المكسيك حول مراجعة اتفاقية التجارة في دول أمريكا الشمالية «نافتا».إلا أن التجارة ستكون حاضرة هذا الأسبوع؛ حيث يبدأ تطبيق التعرفة الأمريكية على 16 مليار دولار من السلع الصينية وهناك رد صيني مماثل. وقال مسؤولون أمريكيون إن المحادثات مع بكين متوقفة كلياً وهو سبب آخر يدفع المراقبين للتفاؤل حول التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وحول مراجعة اتفاقية «نافتا».ويتابع المستثمرون في السندات، تطورات سوق السندات اليابانية التي رفعت بوادر تغيير سياسة البنك المركزي نسب العائد عليها خلال الأسبوع الماضي، بينما استقرت نسب العائد والتداولات على السندات الأمريكية بعد صدور تقرير الناتج الإجمالي الجمعة والذي كشف عن نمو بنسبة 4.1% خلال الربع الثاني. ومن هنا ربما يحظى البنك المركزي الياباني هذا الأسبوع، بتركيز أكثر من مجلس الاحتياطي الفدرالي.