في خطوة تعد الأحدث في سلسلة الضربات، التي تلقتها لندن كمركز خدمات مالية عالمي، بعد «بريكست»، نقل بنك«دويتشه» الألماني نصف عمليات المقاصة بالعملة الأوروبية الموحدة «اليورو» إلى فرانكفورت. وتقدم الخطوة دليلاً آخر على نجاح المدن الأوروبية في توفير الخدمات المالية بدلاً عن لندن.وأعلن البنك؛ وهو أكبر مقرض في ألمانيا، أن حجم تعامله مع مخاطر الأوعية المقومة باليورو التي تمت مقاصتها في فرانكفورت ارتفع في الأشهر الأخيرة إلى نفس الحجم الذي تمت مقاصته في لندن.وعززت هذه الخطوة فرص نجاح البورصة الألمانية في جذب المزيد من عمليات بورصة لندن؛ بعد مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار المقبل. وقبل ستة أشهر فقط كانت عمليات المقاصة الخاصة ب«دويتشه بنك» تتم بالكامل في لندن.وصار ميدان مقاصة الأوعية المالية المقومة باليورو ساحة منافسة محتدمة بين هيئات التنظيم والبنوك وأسواق صرف العملات الأوروبية؛ نتيجة قرار انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي؛ بعد أن كانت لندن تجذب بلا منازع صفقات تصل قيمتها إلى تريليون يورو يومياً.وكان «دويتشه بنك» واحداً من أوائل الذين تبنوا عمليات المقاصة في بورصة فرانكفورت.وقال يورجن فيل، رئيس قسم معدلات الفائدة في البنك: «إن نقل مركز معالجة مخاطر الأوعية المقومة باليورو من لندن إلى فرانكفورت كان وما يزال في مقدمة أولوياتنا» وعلى الرغم من أن بضع مئات من الوظائف فقط ترتبط ارتباطاً مباشراً بمقاصة تلك الأوعية، إلا أن تأثيرها غير المباشر سيكون كبيراً، خاصة وأن بورصة فرانكفورت قد فقدت القسم الأكبر من عمليات التداول، التي تتم فيها لمصلحة لندن على مدى العقود الثلاثة الماضية؛ ولذلك فإن هذه أفضل فرصة لاستردادها.وحذرت بورصة لندن سابقاً من فقدان ما يصل إلى 100 ألف وظيفة إذا فقدت لندن مكانتها كمركز مقاصة لليورو.أما بالنسبة لبنك دويتشه فلم يتطلب نقل عمليات المقاصة إلى فرانكفورت تغيير مقر إقامة الكثير من موظفيه، وإنما هو تغيير لبورصة المقاصة.
مشاركة :