أعادت تصريحات لمسؤولين في النظام السوري، نفوا فيها مناقشة تطبيق «اللامركزية» في المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديموقراطية (قسد) في شرق نهر الفرات، خلال محادثات جرت بين الطرفين الأسبوع الماضي، الجدل حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين الجانبين. وبعد أيام من تأكيد «قسد» مناقشة خريطة طريق لتطبيق اللامركزية خلال اجتماعات عقدت الأربعاء الماضي مع مسؤولي النظام في دمشق، نقل التلفزيون الرسمي أمس عن مصدر وصفه بـ «المطلع» أن يكون جرى البحث مع مجلس سورية الديموقراطية «مسد» (الذراع السياسية لقسد)، خلال اللقاء الذي جمعهما أخيراً مناطق حكم لامركزية. وذكر المصدر إنه لم يتم التطرق إلى موضوع اللامركزية أثناء اللقاءات التي عقدت مع وفد «مسد» خلال زيارته إلى دمشق التي استمرت على مدار يومين. وكان الرئيس المشترك لـ «مسد» رياض درار قال: «إن اللقاء مع النظام كان عبارة عن (جس نبض) في شأن توجهات الطرفين وتصوراتهما لمستقبل سورية»، مشيراً إلى أن المحادثات تطرقت لمستقبل مناطق الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي التي تقع تحت سيطرة المجلس. وأضاف: «نحن نطرح على النظام مشروعنا في شأن لا مركزية إدارية، من خلال تجربتنا في إدارة مناطقنا في شمال شرقي سورية، وهو تطبيق ناجح حتى الآن». إلى ذلك، تواصل أمس التوتر الأمني في مدينة الرقة (شمال شرق) التي تسيطر عليها قوات «قسد» ذات الغالبية الكردية، إذ تعرض قيادي في «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى محاولة اغتيال شرقي المدينة. وقال مصدر من «الاستخبارات» الكردية إن مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على سيارة القيادي في «الوحدات»، الملقب بـ «أبو دحام» ما أدى إلى إصابته في قدمه اليمنى برصاص ومقتل عنصر يرافقه. وأوضح المصدر أن المحاولة جرت غرب قرية العكيرشي شرق الرقة، من دون معرفة الجهة المسؤولة عنها بعد فرار منفذي العملية. وتقع العكيرشي على مقربة من مناطق سيطرة قوات النظام في مدينتي السبخة ومعدان، كما كانت نقطة استراتيجية لتنظيم «داعش» خلال فترة سيطرته، إذ يتواجد فيها مركز اعتقال رئيس. وتكررت في الآونة الأخيرة حوادث الاستهداف ضد عناصر «الوحدات» و «قسد»، إما عن طريق زرع عبوات ناسفة أو استهداف مباشر بالأسلحة الخفيفة من مجهولين. في غضون ذلك، اعتقلت «قسد» أمس ثلاثة شبان في مدينة الرقة، للاشتباه في «مشاركتهم بأعمال مناهضة لها». وقال مصدر عسكري في «قسد»، إن «القوات الخاصة» التابعة لها اعتقلت الشباب في حديقة الرشيد وسط المدينة، بعد أن اعتدت عليهم بالضرب المبرح، ونقلتهم إلى سجن أمني قرب مركز «صوامع الحبوب» شمال الرقة. وشهدت الرقة تظاهرات عدة في أحياء الرميلة والمشلب والمحطة ضد تواجد «وحدات حماية الشعب» فيها، احتجاجاً على سياسة «التجنيد الإجباري» الذي تنفذها «قسد» في الأحياء التي تسطر عليها، الأمر الذي أدى إلى استنفار عسكري، وشنت «قسد» حملات اعتقال طاولت عشرات من شباب المدينة.
مشاركة :