الدكتورة أروى عرب عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز بقسم علم نفس تعرف فقدان الشهية وتوضح انه يظهر في صور مختلفة منها انعدام الرغبة في تناول الطعام او التأفف منه او العزوف عن اغلب الأصناف، وقد يكون الفقدان مؤقتا او دائما وقد يكون فجائيا او تدريجيا أو مصحوبا بأعراض اخرى مثل الاكتئاب او الغضب. وتضيف ان فقدان الشهية المبكر يأتي في صورة الاكل المتغصب الذي يظهر خلال الوجبات في سلوكيات عديدة كأن يكون الطفل أكله صعبا او غير راغب او رافضا تجريب انواع الاكل ورفض بعض الاصناف، وفي عمر المدرسة قد يشكو الوالدان من فقدان شهية بعض الاطفال لأنواع معينة وتناولهم وجبات وأنواعا محددة. وعزت الدكتورة اروى ذلك لعدة اسباب قد يرجع بعضها الى نوع الغذاء أو لما يتناوله الطفل من مواد دسمة تحتاج في هضمها الى مدة طويلة، وقد يرجع الى تعود الطفل على تناول الحلوى والسكريات قبل الوجبات الامر الذي يطفئ الشهية لأن الحلوى تعمل على تقليل نشاط الفعل المنعكس للمنطقة الهضمية. ومن الاسباب ايضا إعداد الطعام بطريقة خاطئة او تقديمه بطريقة خاطئة لا تتناسب مع سن الطفل كان يكون ساخنا وتكون محتوياته من الصعب تناولها او يكون غير مألوف للطفل، ويرجع ايضا الى الاشمئزاز من طعام معين او الاشمئزاز من الشخص الذي يعد الطعام، وعدم انتظام أوقات الطعام قد يؤثر سلبا ايضا. عن العوامل النفسية تقول الدكتورة اروى عرب انه من المحتمل ان تؤثر الحالة الانفعالية على العصارات التي تعمل على هضم الطعام كما تؤثر على شهية الطفل للطعام ومن ذلك: خوف الطفل وعدم إحساسه بالطمأنينة او فقدان الشعور بالامن، واضطراب العلاقة الوجدانية بين الام والطفل، تعرض الطفل للإثارة القوية قبل او اثناء تناول الطعام او التعرض للاخبار غير سارة كالعقاب على سوء سلوكه او دراسته، الغيرة من طفل جديد في الاسرة فيلاحظ ان اخوه الصغير مثلا لا يأكل نفس انواع الطعام التي يأكلها هو، واهتمام الوالدين المبالغ فيه بمشكلة تغذية الطفل يؤدي الى استمرار الطفل في العناد والامتناع عن الاكل، تقليد بعض أفراد الاسرة في اكل انواع معينة من الطعام، وأيضا الامتناع عن اكل انواع معينة من الطعام بالإيحاء بسبب اتجاهات الوالدين نحو الطعام وعدم تقبل انواع منها والتصريح بذلك امام الطفل، وقد يكون السبب لا شعوريا كحيلة دفاعية لعقاب الوالدين والانتقام منهما بسبب سوء التعامل او عدم إشباع حاجات الطفل الانفعالية والنفسية والاجتماعية. عن العلاج تقول الدكتورة اروى: للتغلب على هذه المشكلة يجب استشارة طبيب الاطفال لعمل فحص للطفل في المقام الاول، وتوعية الوالدين بأن شهية الاطفال وتقبلهم للطعام تختلف من طفل لآخر فلا داعي للمقارنة، كما يجب عدم عقاب الطفل وتأنيبه او السخط عليه بل استخدام اللين وترك بعض الحرية للطفل من حين لآخر وألا يستخدم العقاب مع الطفل اثناء الاكل نهائيا او تأنيبه على سلوكيات غير مقبولة فعلها في المدرسة لأن الطفل سيقوم بربط وقت الطعام بالعقاب، لذلك يجب ان يكون الطفل عند تناوله للطعام منشرحا هادئا فلا يصح نزعه من لعب ممتع لتناول الطعام، ومن الأساليب الناجحة ان يقدم الطعام بشكل جاذب وأن تكون الاطباق من الحجم المناسب، ويحب ان تختار الام الطعام المألوف الجذاب ويكون متنوعا من يوم لآخر وان يكون صحيا وذا قيمة غذائية مناسبة في نفس الوقت، ومن الضروري ألا تتعامل الام مع تقديم الحلويات كأنها جائزة. وخلصت الى القول ان على الام ان تدرك ان الطفل لن يسترد شهيته بين يوم وليلة ولهذا فهو في حاجة الى الصبر والتحمل قد تطول الى أسبوعين او اكثر، مع أهمية التركيز على تعزيز سلوكيات الطفل المستحسنة والإيجابية تجاه الطعام والاكل.
مشاركة :