في الآونة الأخيرة احتدمت التصريحات النارية بين المسؤولين الإيرانيين والمسؤولين الأمريكان إلى حد التلاسن اللفظي بين الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) والرئيس الإيراني (حسن روحاني) وتهديد كل طرف للآخر بحرب شرسة قادمة.. لكن خلف حرب التصريحات الهجومية المتبادلة بين الطرفين كانت هناك تحركات دبلوماسية سرية تجري خلف الكواليس، وكانت سلطة عُمان هي قناة الاتصال بين الطرفين، حيث يزور وزير الخارجية العماني (واشنطن) هذه الأيام.. تماما مثلما احتضنت (مسقط) المفاوضات السرية بين أمريكا وإيران حول (الملف النووي) إبان فترة حكم الرئيس (باراك أوباما).. بدأت سرية ثم صارت علنية، لكن هذه المرة الرئيس (ترامب) يؤمن بالعلنية المباشرة أكثر من السرية، لذلك جاء تصريحه أمس منسجما مع العلنية مثلما فعل مع (كوريا الشمالية)، حيث أعرب عن استعداده للاجتماع مع القيادة الإيرانية في أي وقت ومن دون شروط مسبقة.. وقال حول احتمال الاجتماع بالرئيس الإيراني (روحاني): «سألتقي مع أي شخص.. أنا مؤمن بالاجتماعات، وخاصة في الحالات التي يكون فيها خطر الحرب قائما). على الرغم من أن رد الخارجية الإيرانية على لسان المتحدث (بهرام قاسمي) كان سلبيا على تصريح (ترامب) وطرح عدم ثقته في السياسة الأمريكية، فإن (الأوضاع الداخلية) وانهيار العملة الإيرانية، والاضطرابات التي تعم الأسواق، وخروج العديد من الشركات الأجنبية من إيران خوفا من العقوبات الأمريكية والمظاهرات الشعبية والاحتجاجات المتواصلة.. كلها سوف تفرض على إيران القبول (بطوق النجاة) الذي رمى به الرئيس (ترامب) للتمسك به.. وخصوصا أن أكثر من مسؤول أمريكي صرحوا للصحافة مؤخرا بأن (أمريكا) لا تسعى لإسقاط النظام الإيراني! وإنما لتعديل سلوكه وتغيير سياسات إيران في المنطقة! والآن يبقى السؤال المهم: إذا حدثت المباحثات المباشرة الأمريكية – الإيرانية، هل (واشنطن) ستأخذ بعين الاعتبار مصالح أصدقائها وحلفائها في المنطقة، وتحديدا دول الخليج العربية أم أنها سوف تبيع مصالحهم السياسية والأمنية مثلما فعل الرئيس السابق (أوباما)؟ حيث باع الجميع بمن فيهم (إسرائيل) في سبيل الوصول إلى اتفاق (الملف النووي الإيراني) الهزيل.. سنرى ماذا تخبئ لنا الأيام القادمة من مفاجآت.
مشاركة :