تعقد الكاتبة والقاصة الفلسطينية فدى جريس ندوة لمناقشة مجموعتها القصصية «القفص»، في مكتبة البلدية بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.ويشارك في الندوة، التي تعقد في تمام الساعة السابعة مساء الأربعاء 1 مايو، الكاتب والروائي والإعلامي الفلسطيني الكبير عارف حجاوي.ومؤخراً، احتضن المركز الثقافي "ليوان" في مدينة الناصرة الفلسطينية، مساء يوم الأربعاء الماضي، أمسية أدبية لفدى صبري جريس، لإطلاق الإصدار الجديد بمشاركة عدد من الكتاب والأدباء من مناطق الناصرة وسخنين، وعرابة، وغيرها.“”القفص”، الصادر حديثًا عن دائرة الشارقة للثقافة في الإمارات العربية المتحدة، هو المجموعة القصصية الثالثة باللغة العربية للمؤلفة، وتتألف من ثلاث عشرة قصة: القفص، الجوع كافر، ورشة عمل، على كف عفريت، كنقرات الديك، الصوّان، خبير أجنبي، جدران أخرى، الغراب، سندريلا، توكلي على الله، كفاف يومنا، وJunk Food. ومن جهة، رأى الروائي والكاتب المصري صبحي شحاتة أنه «ربما كان الجميل في قصص مجموعة القفص لفدى جريس، هو طريقة الكتابة الحية؛ فالقصة لا تبدو كأنها مكتوبة وإنما مرئية ومسموعة فثمة الكثير من الأصوات تتكلم باللغة العامية الدارجة لغة الحياة نفسها التي نحس فيها بالطاقة الشعورية لقائليها، ومثلًا قصة «على كف عفريت» هي قصة نموذجية على هذا الأسلوب الحي الأشبه بالأسلوب التسجيلي، فكأن القارئ لا يقرأ وإنما يعيش، القصة قطعة من الحياة كما هي بالضبط بناسها الحقيقيين ولغتهم وملابسهم وأيضا في لحظاتهم اليومية التي يعيشونها، لهذا تبدو القصة عند فدى جريس نافذة يفتحها القارئ ويطل منها على الحياة الحقيقية للفلسطينيين تحت الاحتلال».وكتبت عنها الكاتبة الفلسطينية منال عيسى «تعتبر مجموعة «القفص» نقلة نوعية في مسار المؤلفة، حيث عمق القصة والحكاية، وبراعة الانتقال إلى المعنى في النص والكتابة، علاوة على اتسامها بكثير من الجرأة للغوص في المعنى ونبش المشاعر وإثارة الأسئلة.. كما أنها تخلو من البطولة، لم أر أبطالًا بل شخوصًا عاديين، وهنا يكمن الجمال السردي، أناس عاديون يعيشون الحياة، هم فقط فلسطينيون يعيشون مع الاحتلال الذي يشيد "القفص" لحياتهم، ويمتد من الحاجز إلى غرفة النوم».كما نشر عن المجموعة الناقد المصري عمر شهريار مقالته في مجلة الإذاعة والتلفزيون قائلًا «استطاعت الكاتبة على مدار معظم القصص أن تحيل الصراع السياسي إلى قصص حياتية صغيرة لبشر من لحم ودم يعانون يوميا في كل مناحي حياتهم اليومية، إذ تتحول المدن كلها إلى أقفاص أو سجون، فحتى الذين لم يدخلوا سجون الاحتلال يعيشون في مدن تتحول إلى أقفاص خانقة لا تختلف كثيرا عن السجون، فكل مدينة وكل منزل وكل مكان تتحول إلى سجن لمن يعيشون فيها، حتى الطرقات التي تتسم عادة بالاتساع والامتداد يحيلها الاحتلال بجنوده وأكمنته المفاجئة إلى سجون واسعة، تشهد يوميا توقيف العابرين وخنقهم وإذلالهم بالتفتيش الطويل ليحول حياة الجميع إلى عذاب يومي واضح للجميع».وحسبما يذكر الناقد المصري مدحت صفوت فإن المجموعة «ترتكز على التشكيل الجمالي، ولا تمنح لغة القصص القصيرة ما تخفيه للقارئ بسهولة، وتنساب الأحداث لتقدم في 160 صفحة من القطع المتوسط، صورًا سلويت لتلة مرتفعة، كون الضفة تلة في أصلها الجغرافي».يشار إلى أن عارف حجاوي كاتب وروائي وإعلامي فلسطيني قدم عدًا من البرامج بشبكات إعلامية دولية من بينها «بي بي سي»، له عدد كبير من المؤلفات منها: شاعر الألف سنة، أحمد شوقي (دار الشروق – مصر 2007)، و«عصارة المتنبي» (دار الشروق – مصر 2009)، وسلسلة "الزبدة"، أنطولوجيا الشعر العربي في خمسة أجزاء، صدرت الثلاثة الأولى (دار المشرق- مصر 2016).وفدى جريس، كاتبة فلسطينية صدر لها ثلاث مجموعات قصصية وهي "حياتنا الصغيرة"، و"الخواجا"، و"القفص". وبالإنجليزية شاركت في كتاب "مملكة الزيتون والرماد" مع الكاتب ماريو فارغاس يوسا وعدد من الكتّاب، وتُرجم العمل إلى 11 لغة ووصل إلى قائمة واشنطن بوست للكتب الأكثر مبيعًا في 2017.
مشاركة :