من الواضح جدًّا أن اتحاد القدم السعودي يسير في الاتجاه المعاكس، ولا يواكب حتى اللحظة القفزات الهائلة والوثبة للرياضة السعودية التي تقودها باقتدار هيئة الرياضة وبهندسة رئيسها الذهبي المستشار تركي آل الشيخ. والاتحاد السعودي لكرة القدم في واقع الأمر فشل في إقناع الجماهير بالعمل الذي يقدمه، ولم يقف الجميع إلا على مجموعة من الأفعال والقرارات أشبه بالمرتجلة ولا تنم عن عمل مدروس يجعلنا نتفاءل بالمرحلة المقبلة، “وهذه حقيقة وواقع ملموس ويجب ألا تغضب أحدًا وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد وبقية زملائه المحترمين. والشارع الرياضي لم يشاهد سوى عدد محدود من القرارات الإيجابية لاتحاد القدم ابتلعتها كثرة الأخطاء والتعديل والتبديل في كل قرار أو نظام يصدره اتحاد القدم، لدرجة أن هذه الطريقة أصبحت سمة من سمات هذا الاتحاد. ولا أظن أن أحدًا ينسى كيف فاجأ هذا الاتحاد بقراره الغريب بعدم السماح للاعبي الأهلي الدوليين بالمشاركة مع ناديهم في دور متقدم من كأس خادم الحرمين الشريفين في نسختها الماضية، وكيف تراجع عن قراره، ولا أحد ينسى أيضًا تكليفه حكمًا محليًّا لإدارة مواجهة الأهلي والهلال الفاصلة في الدوري الماضي، رغم احتجاج الجميع، ثم تراجعه عن قراره في أوقات حرجة، كشفت للجميع هشاشة هذا الاتحاد وارتباكه في أيسر الأوقات وأعسرها “لا فرق في ذلك”. ولا أعتقد أن من السهولة نسيان أو تناسي تلك الأخطاء الفادحة التي ارتكبها رئيس اتحاد القدم الدكتور عادل عزت، الذي أطلق تصريحات غريبة خلال مشاركة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مونديال روسيا، حمل فيها عددًا من لاعبي الأخضر مسؤولية الإخفاق وتهديده لهم بالعقوبة في تصريحات متلفزة، كانت مثار استغراب المتابعين وخلفت بيئة متوترة جدًّا بين الجماهير السعودية، التي سجلت اعتراضات مباشرة على رئيس الاتحاد، معتبرة في حينها أن مثل هذه التصاريح ما هي إلا تهرب من المسؤولية التي كان من المفترض أن يتصدى لها رئيس اتحاد القدم، لا أن يفعل العكس ويقذف بالكرة في مرمى اللاعبين وحدهم فقط. وقبل أيام شاهدت مداخلة رئيس الهيئة العامة للرياضة معالى المستشار تركي آل الشيخ في قناة 24 الرياضية، ومن قبلها حديثه للزميل رئيس تحرير صحيفة الرياضية، فأدركت أن عملاً كبيرًا ومستقبلاً مزهرًا ينتظر رياضة الوطن، وأن فرقًا شاسعًا بين من يسعى لتحقيق أحلامك كما يفعل تركي آل الشيخ، وبين من يفسدها كما يفعل اتحاد القدم.
مشاركة :