ودَّعت محافظة الرس قبل أيام أحد رجالها وابنها البار الفقيد محمد بن عبد الله العساف محافظ الرس، الذي حزن الجميع لفراقه، وما زالوا يعيشون ألمًا وحسرة بعدما جاء الخبر من دولة ألمانيا بوفاته بعد أن لازمه المرض، واشتد عليه في الفترة الأخيرة؛ ليعم الحزن أجواء الرس خاصة، ومنطقة القصيم عامة. ومع ذلك نحن نؤمن بأن هذا قضاء الله وقدره في هذه الحياة الفانية لكل الناس.. قال تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. وفي هذه الأثناء تختلط المشاعر عند الحديث عن رحيل أبي منصور، وهو مَن يشهد له الكل بالسيرة الحسنة والذكر الطيب.. عندما تتذكر ذلك تراودك الأحزان لفراقه، وكذلك تسعد لما له من بصمة وأثر طيب وذكر حسن، وهو ما يتميز به فقيدنا الغالي، وما زال الناس يعيشون ذكراه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة. أبو منصور - رحمه الله - يتردد اسمه عند كل من أحبوه من الصغار قبل الكبار، وهو من استحوذ على قلوب القريبين والبعيدين للصدق والإخلاص والحب الذي يتصف به من كلماته وتوجيهاته وابتسامته التي كانت تعكس جمال روحه وطيب معدنه ومبادرته وسعيه ورغبته الطبيعية في مساعدته المحتاجين وقضاء حوائج الناس.. وكان - رحمه الله - يتعامل مع كل الناس بتلك القيم وذلك الصفاء. ومن خلال تعاملي واجتماعي به في كثير من المناسبات التي تقام في المحافظة يحس كل واحد بأنه من الوحيدين المقربين له، والناس شهود الله في أرضه؛ فقد أجمعوا على حبه، وشهدوا له بالإخلاص لدينه ووطنه ومليكه.. من واقع عمله الذي أمضى فيه سنوات عدة، وعندما اشتد به المرض، لا يكاد يخلو بيت في محافظة الرس من دعوات العلي القدير أن يجعل ما أصابه أجرًا وثوابًا وتطهيرًا من الذنوب.. والكل يبادر بالصدقات له، وهي من أفضل الأعمال للمسلم. وعند الصلاة عليه في جامع الشايع كان المشهد مهيبًا، سواء في الجامع أو في المقبرة. لقد توافد الكثير من كل مدن المملكة للمشاركة في الصلاة عليه وتشييعه - رحمه الله - يتقدمهم أمير القصيم المحبوب الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود - حفظه الله - ولسان حالهم يرفعون أكف الضراعة والدعوات للمولى - عز وجل - أن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. {إنَّا للهِ وإنَّا إِلَيْه رَاجِعُون}. نقدم العزاء لكل أبناء الفقيد وإخوانه وزوجته وبناته وعائلة العساف كافة، وأهالي الرس خاصة، ومنطقة القصيم عامة.
مشاركة :