فقد الوطن الأسبوع الماضي مواطنا صالحا.. كما فقدت عائلة (الزامل) أبا وأخا وقدوة مميزة.أخي المهندس عبدالعزيز الزامل وزير الصناعة والكهرباء الأسبق.. خدم دينه ثم مليكه ووطنه بإخلاص وبصمت وهدوء.كان من رواد الصناعة في بلادنا الحبيبة لأنه كان يؤمن بأهمية الصناعة لبناء اقتصاد المملكة، وخلق الوظائف للسعوديين. وخلال توليه الوزارة كان همه التنمية والتطور الصناعي مستعينا بالله أولا، ثم بشباب هذه البلاد فقادهم لإنجاز الحلم بإنشاء شركة سابك وجعلها من أكبر الشركات العالمية، كانت ثقته اللا محدودة بأبناء المملكة أثبتت نجاحها وأن بصيرته الثاقبة في عطائهم كانت سديدة، وأظهرت للعالم أنه بالتخطيط والتدريب والثقة يستطيع المواطن السعودي الوصول لأعلى المراتب والنجاح.عمل -رحمه الله- بهدوء وبجد ونشاط لساعات طويلة على حساب صحته ووقته وكان ملهما لشباب هذا الوطن ولزملائه الذين عملوا معه. كما كان يحثنا دائما على الاستثمار في بلادنا الحبيبة.أما بالنسبة لعائلته فقد كان أبا وأخا وصديقا وقدوة.. لطيف المعشر يهتم كثيرا بصلة الرحم للعائلة الكبيرة والصغيرة، وكان -يرحمه الله- يجمعنا أكثر من مرة في السنة في مزرعته، ويحرص على زيارة الجميع في منازلهم.. ويحثنا على التواصل والتزاور وتفقد أحوال الأهل. ومن أبرز أعماله في إطار العائلة حرصه على إنشاء وقف لعائلة الزامل ووقف لمدينة عنيزة. كما له إسهامات وأنشطة لا تحصى في الجمعيات الخيرية بالمملكة.إن الحشود التي توافدت للصلاة عليه وجموع المعزين الغفيرة من مسؤولين ومواطنين لدليل على محبة الناس له وإقرار بمنجزاته وأثره في كل مجال.سيبقى -رحمه الله- في ذاكرة الوطن بكل إنجازاته، وقدوة لنا وللأجيال القادمة بتواضعه الجم وصدقه وأخلاقه وتعامله مع الناس وحنكته في معالجة الأمور وإخلاصه لوطنه. وسيبقى في قلوب المحبين له في كل مكان، لنبل أخلاقه ولمواقفه النبيلة.رحم الله أخي عبدالعزيز.. قدوتنا وحبيبنا.. سنفتقده كثيرا وسيترك فراغا كبيرا..عزائي الحار للأخت أم أسامة رفيقة دربه الصابرة المؤمنة، ولأبنائه وبناته الأعزاء وللعائلة ولجميع محبيه.إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاركة :