جيران شهيدة الأزهر: القتيلة طيبة السمعة واشتهرت بصوتها العذب والنقاء

  • 8/1/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن تتخيل أنها ستكون اللحظات الأخيرة التي تنعم بها في تلك الحياة، قبل أن تلفظ الأنفاس الأخيرة، وتُقتل بيد الغدر في ثوان معدودة، فلم يأت لمخيلتها البريئة أن غُربتها في سبيل العلم والعمل ستكون السبب في نهايتها المأساوية على يد هذا الشاب الذي تمكنت وساوس الشيطان من عقله، وقرر قتلها بدماء باردة بعد أن شنق المجنى عليها داخل مسكنها. "عروس جامعة الأزهر" هكذا لقبت المجني عليها "أسماء. ر" تلك الفتاة العشرينية، ذات الطابع القروي البسيط، والتي نزحت من إحدى قرى محافظة الدقهلية، في سبيل البحث عن العلم داخل كلية التمريض بجامعة الأزهر الشريف، لتحظى خلال عامين فقط بسمعة طيبة وسط زميلاتها بالدراسة، لما تتسم به من جمال الوجه وبراءة الطفولة التي تتطاير من عينيها، بالإضافة إلى صوتها العذب في تلاوة القرآن، مزايا وسمات كانت الطريق لدخولها قلوب الجميع في ثوان معدودة، ولكن تأتي النهاية دون مقدمات سابقة، ويكون للقدر كلمته الأخيرة. انتقل محرر "صدى البلد" إلى موقع الحادث ليرصد مشاهد واقعة مقتل طالبة على يد سائق "توك توك" بالحي العاشر بمدينة نصر، للوقوف على تفاصيل الحادث وسماع شهود العيان. المنطقة معروفة بكثرة المغتربين ولكنها الجريمة الأولي من نوعها التي نشاهدها، هكذا بدأ "حسن" أحد قاطني المنطقة، وهو شاهد عيان بالواقعة حديثه قائلا إن تلك المنطقة التي شهدت الجريمة تعرف بتواجد أعداد كبيرة من المغتربين، ليس فقط من المصريين ولكن أيضا من جنسيات أخرى، منوها إلى أنه لم يحدث أي نوع من أنواع التعدي على المغتربين من قبل.وأضاف "حسن" أنه في يوم الواقعة وفي تمام الرابعة والنصف عصرًا سمع صراخ إحدى الفتيات داخل الشقة مسرح الجريمة، ولكنه لم يعط كغيره أي اهتمام لكثرة حدوث ذلك من الطلاب المتواجدين بالمنطقة، قائلا "كنا فاكرينهم بيهزروا كعادة الطلبة"، مشيرًا إلى أنه بعد دقائق ازداد الصراخ عن حده المعتاد ليترك الكل ما بيده مسرعين إلى مصدر الصوت، ويفاجئون بالمشهد المأساوي. أمسك "عاد" شاهد عيان بالواقعة طرف الحديث قائلًا "فور صعودنا الشقة الكائنة بالدور الثالث بالعقار، جاءت الصدمة بمشهدٍ مروع فتاة في مقتبل العمر ملقاة على أرضية غرفة النوم، بها كدمات بسيطة بالوجه، وملتف حول عنقها قطعة قماش "ايشارب" كانت الأداة التي استخدمها الجاني في ارتكاب جريمته، وبجانبها تستلقي صديقتها فاقدة الوعي من هول الصدمة، ليسرع أحد الجيران في الاتصال بالنجدة، التي سرعان ما تمكنت من الوصول لتفقد الفتاة، ولكنه القدر الذي رسم النهاية بلون الدم، لتلقي الفتاة مصرعها قبل وصول النجدة". فيما أكدت جيران المجني عليها من قاطني العقار أن الفتاة كانت تعتاد علي الذهاب إلى عملها في إحدى المستشفيات الخاصة يوميا في تمام التاسعة صباحا، إلا أنها في ذلك اليوم لم تتمكن من الذهاب لظروف مرضية أصابتها وتقرر الجلوس بالشقة، ويأتي الجاني مقتنعا أنه لا يوجد أحد داخل السكن بدافع سرقة بعض الأغراض الخاصة بالسكان، ولكن كانت المفاجأة برؤيته الفتاة، وخوفًا من أن يفتضح أمره قرر الترصد للفتاة وبيد الغدر كتب نهايتها في لحظات معدودة.وأشارت إلي أنها قابلت المجني عليها العديد من المرات، مؤكدة حسن الخلق والأدب التي كانت تمتاز به، وأنها كانت في حال سبيلها لا توجه للغير إلا السلام فقط. وكان قسم شرطة مدينة نصر أول تلقى بلاغا من الأهالي يفيد بالعثور علي جثة فتاة مشنوقة داخل مسكنها بمنطقة الحى العاشر بدائرة القسم. وعلى الفور تم عمل التحريات اللازمة حول الواقعة، وتبين أن سائق توك توك كان وراء ارتكاب الجريمة، بدافع السرقة، وتبين أن من ضمن المسروقات هاتف المحمول الخاص بالمجني عليها، والذي تم استهدافه وعن طريقه تم تحديد مكان المتهم، والقبض عليه وتحرير محضر لازم بالواقعة، وإحالته للنيابة التي أمرت بحبسه علي ذمة التحقيقات في القضية.

مشاركة :