3 أسباب في عجز العلمانية المتطرفة عن رؤية دور إيجابي للدين

  • 8/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي، إن عجز العلمانية المتطرفة عن رؤية دور إيجابي للدين في الحياة العامة يتلخص في ثلاثة أسباب.وأوضح الجفري، في منشور له عبر الفيسبوك، أن السبب الأول صدام الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا مع كوبرنيكوس وجاليليو وأمثالهما حول النظريات العلمية التجريبية، وهو ما أسس لوهم تعارض الدين مع التقدم العلمي وإعاقته لمسيرة تقدمه.وأضاف أن السبب الثاني، هو الحروب الدينية الدامية بين الكاثوليك والبروتستانت في أوروبا، والسماح للقوى السياسية آنذاك باستغلالها وتوظيفها في التنافس على النفوذ واتساع رقعة الحكم، وهو ما أسس لوهم تسبب الدين في إراقة الدماء وعجزه عن استيعاب حق التنوع وحرية الرأي.وأشار إلى أن السبب الثالث تحكم الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى وما آلت إليه الحركة البروتستانتية مع رحيل مؤسسها وتشعّب انقساماتها من التحكم في حياة الشعوب واتخاذ حراسة الفضيلة ذريعة للظلم والتعدي على حقوق الفرد وحريته، مع افتقاد مشاهير من الرموز الكنيسة آنذاك لفضائل العفة والزهد والورع التي خاضوا تلك المعارك باسمها، وهو ما أسس لرفض دور الدين في الحفاظ على القيم في أنماط السلوكيات العامة، والخلط الشديد بين حق حرية الإبداع والدعوة السافرة إلى إشاعة الانحلال والرذيلة.وتابع": ما يرتكبه غلاة الجماعات المتدينة في عالمنا الإسلامي اليوم يكرر نفس الأخطاء التي ارتكبها رجال الكنيسة في العصور الوسطى من جوانبها الثلاثة، وهو ما يعزز هذه المقارنة الظالمة بين النموذجين، ويدفع بالجيل نحو الجهل أو التجاهل اللاشعوري لدور الإسلام التاريخي في تقدم البشرية على المستويات الثلاثة عند تمسك أتباعه التمسك الواعي والصادق بجوهره، وهو ما يُفضي بالكثيرين منهم إلى وهم ارتهان التقدم المنشود بعزل الدين عن الحياة.ونوه إلى ضرورة انطلاق مسيرة التجديد الراشد للخطاب المسلم، وتفعيل نتاجه في الحياة العامة؛ ترقى إلى مرتبة فرض الكفاية غير القائم فهو "الفريضة الغائبة"، وكل تردد أو تحفظ عن المبادرة إلى هذه الفريضة بدعوى سد الذرائع سيكون ذريعة آثمة إلى الانخلاع عن نور الهداية، وسوف يحاسبنا الله على هذه الجريمة الشنعاء.

مشاركة :