كشف مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن جهوداً لوزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، منعت غزو المملكة العربية السعودية والإمارات العربية لدولة قطر، بعد الأزمة الخليجية في صيف 2017، الأمر الذي كلّف تيلرسون منصبه بعد ضغوط إماراتية وسعودية على الإدارة الأميركية. ونقلت الصحيفة، عن مسؤول في الاستخبارات الأميركية -رفض ذكر اسمه-، أن عملاء مخابرات قطريين يعملون داخل السعودية، علموا بخطة غزو قطر في أوائل صيف عام 2017.أضاف المسؤول الأميركي أن «تحركات تيلرسون جاءت بعد أن أبلغته الحكومة القطرية والسفارة الأميركية في الدوحة»، مشيراً إلى أنه بعد عدة أشهر أكدت تقارير استخبارية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وجود الخطة بالفعل. وعلمت «إنترسبت»، من عضو حالي في الاستخبارات الأميركية واثنين من مسؤولي الخارجية الأميركية السابقين -رفضوا ذكر أسمائهم-، أنه في صيف عام 2017 تدخّل تيلرسون لوقف خطة سرية تدعمها السعودية والإمارات لغزو قطر، الأمر الذي أوقد غضب الدولتين الخليجيتين تجاه الوزير السابق. وأضاف الموقع الأميركي -وفقاً لمصادره- أنه «في الأيام والأسابيع التي تلت قطع السعودية وحلفاءها العلاقات الدبلوماسية مع قطر، قام تيلرسون بسلسلة من المكالمات الهاتفية في يونيو 2017، طالب فيها المسؤولين السعوديين بعدم اللجوء إلى التدخل العسكري. وأشار إلى أن وزارة الخارجية والحسابات الصحافية قالت -آنذاك- إن تلك الاتصالات جزء من جهد واسع النطاق لحل التوترات في الخليج. وفي 20 يونيو، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناويرت للصحافيين: إن تيلرسون قد «أجرى أكثر من 20 مكالمة واجتماعاً مع ممثلين خليجيين وغيرهم من الجهات الإقليمية والوسيطة»، بما في ذلك ثلاث مكالمات هاتفية واجتماعان مع الجبير. ونقل الموقع عن تلك المصادر قولها «إن تيلرسون شجّع وزير الدفاع جيمس ماتيس على استدعاء نظيره السعودي لشرح مخاطر مثل هذا الغزو، وأنه سيضر بالعلاقات السعودية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة. وقال مصدران داخل العائلتين الحاكمتين في الإمارات والسعودية -رفضا الكشف عن اسمهما خوفا على سلامتهما- إن ضغوط تيلرسون تسببت في إثارة غضب الإمارات؛ حيث بدأت ضغوط تلك الدولة الخليجية لإقالة تيلرسون في خريف 2017. وكان تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ذكر أن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة كان يعلم بإقالة تيلرسون لثلاثة أشهر قبل صدور القرار رسمياً في مارس 2018. وذكر الموقع الأميركي أن خطة الغزو، التي تم تصميمها بشكل كبير من قِبل الأمراء السعوديين والإماراتيين، اعتمدت على مشاركة القوات البرية السعودية في عبور الحدود البرية إلى قطر، وبدعم عسكري من الإمارات، والتقدم 70 ميلاً نحو الدوحة بعد تجاوز القاعدة الجوية الأميركية، لتسيطر بعدها القوات السعودية على العاصمة. وربط مراقبون خليجيون -وفق «إنترسبت» أن الحافز للغزو المخطط له ربما كان جزئياً من الناحية المالية، بسبب حالة الركود التي يشهدها الاقتصاد بالمملكة التي تبحث عن طرق لجمع المال، منها بيع حصة في شركة «أرامكو». وقال الموقع الأميركي إنه إذا نجح السعوديون في الاستيلاء على الدوحة، فكان من المحتمل أن يكونوا قادرين على الوصول إلى صندوق الثروة السيادي في قطر البالغ 320 مليار دولار في نوفمبر 2017. وربط «إنترسبت» انهيار خطة الغزو بحملة الاعتقالات التي طالت رجال أعمال وأمراء، واحتجازهم في فندق «ريتز كارلتون» بالرياض وإجبارهم على التنازل عن مليارات من أصولهم الخاصة، والتي قالت المملكة إنها جمعت 100 مليار دولار من الحملة المزعمة تحت اسم «مكافحة الفساد». إثارة المضايقات ونقلت «إنترسبت» عن 4 مصادر التقت بهم، قولهم إن حملة المضايقات المستمرة من جانب الإمارات ضد قطر تهدف إلى إثارة الدوحة من أجل تصعيد الأزمة الخليجية، ومن ضمن ذلك انتهاك الطائرات الإماراتية المجال الجوي القطري، الأمر الذي دفع قطر إلى تقديم شكوى ضد أبوظبي في الأمم المتحدة. وأوضحت المصادر أن المضايقات الإماراتية لقطر تشمل أيضاً إهانات عامة فجّة قدّمتها القيادة الإماراتية ضد الحكام في الدوحة، عبر حسابات على «تويتر» من قِبل مسؤول في الاستخبارات الإماراتية يدعى «حمد المزروعي».;
مشاركة :