مرت علينا ذكرى الثاني من أغسطس المؤلمة، وعادت لنا ذكريات الغدر بكل تفاصيلها، يعود نفس التاريخ ونفس اليوم، يقولون لنا علينا أن ننسى ونفتح صفحة جديدة مع جارنا، الذي غزانا، هناك من يقول: غزو صدامي، ونحن الصامدون نقول: غزو عراقي، الذي مارسه علينا الغزاة هو مبرمج في أذهانهم من المناهج الدراسية، ومن القناعات التي في نفوسهم. الخميس أعاد لي كل الذكريات، عندما صحونا على أصوات الانفجارات في وطني، وأصوات التلفزيون والإذاعة، وهم يستنجدون بإخوانهم في العروبة والإسلام من خيانة الأخ الجار العربي، الذي وقف معه بلدي في حربه وسانده بكل ما يملك من أموال، واليوم وللحسرة يستبيح أعراض جيرانه وانسبائه ويعتدي على ارض المحبة والسلام. كم كنت أيها الخميس الاسود نقطة تحول هذه الارض خلال ساعات فقط، وجدت أبناء وطني ينظمون خلايا دفاعية بجميع اشكالها، هناك من يدعو إلى مسيرات تنديد ورفض، وهناك من ينظم مجموعات لكتابة منشورات سرية، ومنهم من قام بأعمال التنظيم المدني، وآخرون نظموا خلايا المقاومة العسكرية، هذا من أبناء وطني المحب لأرضه وقيادته. خميس الغدر والخيانة لم يقلل فينا روح المساعدة لكل مظلوم، ولَم يقطع يد العون لكل محتاج، كنّا مذهولين مما يجري حولنا، ونسأل عن أحوال أولي الأمر، وشعرنا بالطمأنينة عندما عرفنا أن القيادة السياسية في أمان، وبهذا أخذ كل كويتي دوره في رفض الاحتلال والعمل على طرد الغزاة. ومضة لا نريد أن ننسى ما حصل على أرض وطني، وعلينا أن نستذكره ونوصله لأحفادنا حتى يعرفوا أن أمن وأمان هذا الوطن كان له ثمن، أرواح شهدائنا، وحرية أسرانا، وصمود الكويتيين ومتابعة وإصرار القيادة السياسية، ووقوف الأصدقاء والإخوان مع الحق. موضي المفتاح
مشاركة :