أمل سرور تقدم إدارة مراكز التنمية الأسرية، إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، منهاجاً للرقي بالبناء الأسري، ويعد برنامجها «رحلة عمر»، التابع لمبادرة «مودة»، أحد تلك البرامج التوعوية، التي تختص بكل تفاصيل الأسرة، وتخاطب الفئات كافة من المتزوجين والمقبلين على الزواج.البرنامج الذي قدمه د. عبدالعزيز الحمادي مدير إدارة التلاحم الأسري بهيئة تنمية المجتمع في دبي، ومستشار مبادرة «مودة»، والاستشارية الأسرية عفاف الجاسم من دولة الكويت؛ حيث شاركا بتقديم ورش تدريبية لثلاثة أيام متتالية، استهدفت 30 مواطناً إماراتياً من الجنسين؛ بهدف جذبهم للتفاعل والإفادة من برامجها.ثلاثة أيام من التواصل الفاعل بين المدربين والمشاركين، الذين انقسموا في أول أيام البرنامج إلى قسمين؛ الأول للزوجات اللاتي قدمت الاستشارية عفاف الجاسم الورش لهن في قاعة منفصلة عن أزواجهن، الذين تولى تدريبهم د. عبدالعزيز الحمادي؛ ليلتقي الجميع في اليوم الثالث والأخير من البرنامج.وتميزت الورش والتدريبات المقدمة بالثراء والغنى، وتطرقت لأمور شديدة الخصوصية والحساسية في العلاقة الأسرية، التي تربط بين طرفي المعادلة الزوجية. وتنوعت ورش برنامج «رحلة عمر»؛ ليتناول مفهوم الحقوق والواجبات بالنسبة للزوجين؛ من خلال جلسات العصف الذهني، التي قدم فيها المدربان أوراقاً تضمنت أسئلة للزوجين؛ للتعرف إلى الفروق بين الرجل والمرأة. وفيها لصق المتدربون أوراق إجابتهم على الحائط.ولفت برنامج «رحلة عمر» النظر هذا العام بتطرقه لكيفية التعامل مع ميزانية الأسرة، وطرق الادخار، الأمر الذي قد يسبب مشاكل عدة في الحياة الأسرية.وتحدثنا خلال فعاليات الورشة إلى بعض الزوجات والأزواج المشاركين، وأيضاً للمدربين اللذين بذلا مجهوداً لتوصيل رسالة مراكز التنمية الأسرية بالشارقة إلى كافة الأسر الإماراتية.البداية كانت من عند د. عبدالعزيز الحمادي، مدير إدارة التلاحم الأسري بهيئة تنمية المجتمع في دبي، ومستشار مبادرة «مودة»، الذي عبر عن سعادته بالاشتراك في البرنامج، الذي لا ينفصل عن المبادرة، التي ساهم بوضع استراتيجيتها وبرامجها.وتحدث الحمادي عن أهمية برنامج «رحلة عمر»، الذي قسم في هذه الدورة المشاركين إلى مجموعتين منفصلتين، مختلفاً بذلك عن السنوات السابقة، مثمناً الأنشطة التفاعلية المطروحة للمتدربين، وقال: نحاول أن ندرب الفئات المستهدفة على أساسيات يجب أن تبنى عليها العلاقة الأسرية؛ مثل: الرِّفق، والمودة، والصبر، والحوار الهادف، والتفاهُم المُحاط بالتسامُح، وغيرها. ونحاول التركيز على أهمية التوصل إلى لغة بينهما. وأعطينا نصيباً كبيراً لكل ما يخص الإنفاق الأسري، وكيفية وضع ميزانية تضمن الاستقرار المادي.وختم الحمادي قائلاً: حرصت أن تكون الورش المقدمة في البرنامج تفاعلية تعتمد على المناقشة مع المتدربين؛ لطرح الأسئلة الخاصة بهم. وأعتقد أنني نجحت في الإنصات إليهم، وتحليل أفكارهم، والإجابة على تساؤلاتهم؛ لنجد حلولاً لما قد يواجهونه من مشاكل اجتماعية تهدد استقرارهم الأسري.ولفتت الاستشارية الأسرية والاجتماعية عفاف الجاسم النظر إلى أن دورة البرنامج جُهزت ورشها وتدريباتها ضمن ضوابط وبرامج مدروسة. وقالت: إن «رحلة عمر» يتعرض هذا العام إلى تحديات يمكن أن تقع للزوجين، خاصة المتعلقة بالإنفاق الأسري.وتضيف الجاسم «فوجئت بفهم وإدراك المرأة الإماراتية؛ لإصرارها على التعلم»، معربة أيضاً عن إعجابها بإدراك واستيعاب الرجل الإماراتي لزوجته، واحترام رأيها عند فتح باب المناقشة.وتحدثت لطيفة صالح بدو تنفيذي أول برامج في إدارة مراكز التنمية الأسرية، عن مدى أهمية البرنامج الداعم للاستقرار الأسري، وتقديمه الحلول للزوجين في التعامل مع المشاكل، التي يمكن أن يمروا بها.وعن اختيار العينة التي استهدفها البرنامج، وهي 30 زوجاً وزوجة من المشاركين، قالت لطيفة: الاختيار لم يكن عشوائياً؛ بل كان على أساس اختيارات منظمة من خلال استمارات عبأها المشتركون الذين علموا بالبرنامج؛ من خلال وسائل إعلامية عدة.وانطلقنا من القاعة التي ضمت 15 زوجة، بينهم شيخة عبدالله التي قالت: لم أكن أتصور استفادتي من البرنامج بهذا الشكل، فعندما بدأت المدربة تتحدث، شعرت بأنني لست في ندوة أو محاضرة؛ بل في لقاء ترفيهي ممتع، خاصة بعد الإجابة على الأسئلة المطروحة. وأضافت: أكثر ما أفادني، هو تعلم لغة الحوار التي اكتشفنا أنا وزوجي أننا نفتقدها، وعاهدنا بعضنا أن نتدرب عليها، وبدأنا نفكر في إعادة تنظيمنا لميزانيتنا. وأبدت علياء المرزوقي إعجابها بجلسات العصف الذهني التي اشتركت فيها، قائلة: كتبنا 8 سلوكيات يمكن أن نؤديها كزوجين لإنجاح التواصل، وأخرى تسبب فشل الحوار. وفي النهاية عرضناها على المدربة التي علمتنا أسس الحوار الناجح. وأعجبتني فكرة لقائنا بأزواجنا في اليوم الأخير. وتحدثنا دون أن نشعر بحرج.وأثنت خديجة حسن على ورشة «أكثر جانب في نفقاتي»؛ لأنها على حد قولها «نشاط جماعي أجبنا فيه على أسئلة خاصة إدارة النفقات المنزلية. وأجمل ما في البرنامج أننا لم نشعر بحرج من الحديث عن أمور خاصة».وانتقلنا إلى الأزواج؛ حيث أعرب فهد محمد الزرعوني المتزوج حديثاً، عن سعادته بحضور البرنامج، قائلاً: تجربة شديدة الغنى، وأفادتني في تعاملي مع زوجتي، خاصة وأنني حديث الارتباط، وخبرتي قليلة في إدارة حياتي الأسرية. وأعجبت كثيراً بأداء المدرب، وتحدثنا معه عن أدق تفاصيل حياتنا. وأهم الورش التي أفادتني الخاصة بالتحديات التي يمكن أن تقابلنا في سنوات الزواج الأولى، وأهمها التحديات المادية، والعاطفية، لافتاً إلى نيته عقد برنامج خاص زوجته كل 6 أشهر لتقييم حياتهما وتطويرها.ويتفق عبد الله العوضي المتزوج من 5 سنوات، مع الرأي السابق في أن ورشة التحديات كانت الأهم بالنسبة له، وأضاف: استفدت من ورشة معوقات الحوار بين الزوجين بتعرفي إلى وجود لغة للرجل وأخرى للمرأة، وعلينا التفريق بينهما. واختيار الكلمات للتعبير عما بداخلنا يعد أمراً مهماً جداً.وتحدث صالح الحمادي عن أهمية مبادرات مراكز التنمية الأسرية، التي تدعم الأسرة، وتصل إلى جماهير في العالم العربي. وأضاف: تلك المبادرات تسهم في معرفة علاقة الإنسان بذاته، وبأقرب الناس إليه، وبرنامج «رحلة عمر» خير دليل على ذلك. تعلمت فن الرومانسية، الذي نفتقده في حياتنا الملوءة بالضغوط. وتعرفت إلى لغة يمكنها تذويب الجليد بيني وبين زوجتي، لافتاً إلى اكتسابه مهارات تمكنه من تغيير سلوكه وأفراد أسرته إلى الأفضل.وأعرب حمد صالح عن سعادته بالمشاركة هو وزوجته للمرة الأولى في المبادرة، معلقاً على البرنامج بقوله إنه: مميز وهادف. وتعلمنا منه الكثير، وأعجبتني الورشة النقاشية التي طرح فيها المدربون سؤالاً أو لغزاً واستمعوا لإجابتنا، وهو: كيف يمكن لأسرة دخلها 1000 درهم أن تنفق على السكن والغذاء والإيجار، وكان مثالاً صغيراً، لكن إجاباته بينت لنا نقاطاً كثيرة يمكن أن نتبعها في حياتنا. وعلق عامر وعلي الزرعوني على البرنامج بأنه يعبر عن الحياة، وأنهما استفادا من فعالياته وتدريباته التي سيطبقانها في الأسرة. وأثنيا على الجزء الخاص بفن إدارة الحوار.
مشاركة :