تركيا تقلل من أهمية التهديدات والعقوبات الأميركية على خلفية القس المحتجز

  • 8/3/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فشلت الولايات المتحدة وتركيا الجمعة في حل الخلاف الدبلوماسي بينهما حول القس الأميركي الموقوف في تركيا وحذر وزير الخارجية التركي بأن التهديدات والعقوبات لن تجدي. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن قبل لقائه مع نظيره مولود تشاوش اوغلو أن واشنطن «مصممة» على التوصل إلى إطلاق سراح أندرو برانسون. وقال بومبيو في سنغافورة «لقد أُبلغ الأتراك بأن الوقت نفد والوقت قد حان لإعادة القس برانسون وآمل أن يدركوا أن ذلك دليل على تصميمنا الكبير». ومضى بومبيو يقول «يجب أن يعود برانسون إلى بلاده والأمر نفسه بالنسبة إلى جميع الأميركيين الذين تحتجزهم الحكومة التركية»، مضيفاً «إنهم يحتجزونهم منذ فترة طويلة وهم أبرياء». ووضعت السلطات التركية القس برانسون الذي يشرف على كنيسة صغيرة في إزمير قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي بعد اعتقاله عاماً ونصف العام لاتهامه بـ «الإرهاب» و«التجسس». وفرضت الولايات المتحدة الأربعاء عقوبات على وزيري الدفاع والداخلية التركيين على خلفية القضية ما حمل أنقرة على التلويح بإجراءات مماثلة. ورد تشاوش أوغلو في تصريحات متلفزة من سنغافورة حيث يشارك مع بومبيو في قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) «نقول منذ البداية إن لهجة التهديد والعقوبات لن تحقق نتيجة، وكررنا ذلك اليوم». ويواجه برانسون الذي بدأت محاكمته خلال الربيع إمكان الحكم عليه بالسجن 35 عاماً في حال إدانته. وأوقفت السلطات التركية موظفين محليين في القنصليتين الأميركيتين الأول أودع السجن بتهمة التورط بالإرهاب والتاني فُرضت عليه الإقامة الجبرية، بينما شملت إجراءات القمع التي تلت محاولة الإنقلاب في 2016 العديد من الرعايا الأميركيين. وصرحت وزارة الخارجية الأميركية أنها لا تزال تؤيد المساعي الدبلوماسية لكن المتحدثة باسمها هيذر نويرت قالت أمام صحافيين في مطلع الأسبوع إن توقيف القس «طال أكثر من اللازم». وقالت نويرت الجمعة إن بومبيو وتشاوش أوغلو أجريا «محادثات بناءة» و«اتفقا على مواصلة الجهود لحل المسائل بين بلدينا». وتابع تشاوش أوغلو أن المحادثات كانت «بناءة جداً» لكنه حذر في تصريحاته لوسائل الإعلام التركية بأن كل المسائل لن تُحل «بعد لقاء واحد». وكان بومبيو وتشاوش أوغلو تحادثا هاتفياً الأربعاء بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري العدل عبدالحميد غول والداخلية سليمان سويلو التركيين، وقالت الإدارة الأميركية إن الوزيرين لعبا دوراً مهماً في توقيف القس برانسون واحتجازه. كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس أن إطلاق سراح برانسون أولوية بالنسبة إليهما. وأثار توقيف القس خلافاً دبلوماسياً مريراً بين البلدين وأضفى مزيداً من التوتر على العلاقات الصعبة أصلاً بين البلدين على خلفية النزاع السوري وأيضاً بسبب وجود الداعية فتح الله غولن في الولايات المتحدة وهو الذي يتهمه إردوغان بتدبير محاولة الانقلاب عليه في صيف 2016. وساهم أيضاً في توتير العلاقات الدعم الذي تُقدّمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، علماً أن أنقرة تصنف هؤلاء المقاتلين الأكراد منظمة «إرهابية». هذه المواجهة هي إحدى أسوأ الأزمات الدبلوماسية بين البلدين منذ الأزمة التي أثارها احتلال تركيا للقسم الشمالي من جزيرة قبرص في العام 1974. وكان برانسون أوقف أساساً في أكتوبر 2016 في إطار حملة التطهير التي شنتها السلطات بعد الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 بتهمة القيام بنشاطات لحساب غولن. ينفي برانسون هذه الاتهامات ويقول محاموه إنها تستند على شهادات مشكوك بها، والجلسة المقبلة في محاكمته مقررة في 12 أكتوبر المقبل.

مشاركة :