الحذيفي : فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه ومحاسبتها

  • 8/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ألقى فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة اليوم حيث بين فضيلته أن فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة في الأقوال والأفعال فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله وخطراته بما يحب الله ويرضى فقد فاز فوزاً عظيماً قال الله تعالى (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) وقال عز وجل ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ” وقال تعالى (ولا أقسم بالنفس اللوامة ) قال المفسرون أقسم الله بالنفس التي تلوم على التقصير في الواجبات وتلوم على اقتراف بعض المحرمات فتلوم كثيراً حتى يستقيم أمرها . وأكد فضيلته أن المؤمن يحاسب نفسه ويراقبها ويقيمها على أحسن الأحوال فيحاسب نفسه على الأفعال فيجاهدها في العبادات والطاعات ليأتي بها كاملة الإخلاص نقية سليمة من شوائب الابتداع والرياء والعجب بالعمل , مبتغياً بعمله وجه الله والدار الآخرة , ويحاسب نفسه ليوقع العمل الصالح ويفعله موافقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم مع الالتزام بدوام العمل واستمراره بلا ردة ولا انقطاع قال الله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ). وتابع فضيلته عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك ” ويحاسب نفسه في نطقه وكلامه فلا يطلق لسانه في الكلام بالباطل والمحرم من الألفاظ وليتذكر أنه قد وكّل به ملكان يكتبان كل ما نطق به لسان وكل ما عمل من عمل فيثاب على ذلك أو يعاقب قال الله تعالى (وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون ). ونوه فضيلته يجب على المسلم أيضاً أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس فإن مبدأ الخير والشر من خطرات القلوب ووارداتها فإن تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير واطمأن لها ونفذها أفلح وفاز وإن طرد وساوس الشيطان ووارداته واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي , وإن غفل عن وساوسه وتقبلها أورده المحرمات . وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته عباد الله إن القلب الحي هو الذي تسره حسنته وتسوؤه سيئته والقلب الميت هو الذي لا يتألم بالمعصية ولا يحس بها ولا يفرح بحسنة ولا طاعة , ولا يشعر بالعقوبات على الذنوب فتغره الصحة وإقبال الدنيا عليه وقد يظن النعم كرامة له قال الله تعالى (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ) . وفي ختام الخطبة أكد فضيلته أن أمراض القلوب كلها تمرض القلب أو تميته بالكلية إذا لم يحاسب المرء نفسه ومن الحزم والخير للمرء أن يحاسب نفسه في اليوم والليلة والجمعة والشهر والسنة ليعلم من حيث أتى ويتوب ويستدرك ما فرط منه عسى أن يحمد سعيه ويوفق لحسن الخاتمة .

مشاركة :