من أرض السلام جاءت، وفي وطن النهار حطت تراثها!إنها فرقة «القلالي» للفنون الشعبية البحرينية، التي أحيت أول من أمس، حفلاً مبهجاً على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، ضمن أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي 13»، الذي انطلقت فعالياته منذ الثاني والعشرين من شهر يوليو الماضي، وتستمر لغاية التاسع من شهر أغسطس الجاري، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. شهد الحفل، حضور حشد غفير، تقدمه قيادات المجلس الوطني للثقافة، ولفيف من عشاق الفولكلور والفنون الشعبية، مثل السامري، والفجري وفن الصوت، وغيرها من الألوان الغنائية التي تحظى بشغف كبير لدى الجمهور الكويتي، وهو ما تجلى من خلال التفاعل الجماهيري الكبير بالهتافات والتصفيقات، التي أشعلت المدرجات غير ذي مرة، كلما «طق الطار» أو قُرعت الطبول وحلّق الراقصون. استهلت الفرقة وصلتها، بتوليفة من أغانٍ شعبية عدة، لاسيما البحرية منها، لتعيد إلى الأذهان تلك الحياة البسيطة لأهل الخليج، حيث كان البحر مصدر الرزق الوحيد بالنسية إليهم وقتذاك، وكان الغناء على متن السفينة الخشبية ذات الأشرعة البيضاء هو السلوى الوحيدة التي تنسيهم فرق الأهل والأحبة، وتخفف عنهم من أهوال البحر وغدر الأمواج. وبالعودة إلى الحفل، فإن فرقة «القلالي» لم تضن على محبيها بالغناء الأصيل، حيث قدمت على مسرح «عبدالحسين» درراً نادرة من كنوز تراثها، فأبدعت في فنون السّامري والفجري والفولكلوري، وهذه الفنون مشهورة خليجياً، بل وتشكل جزءاً بالغ الأهمية من الفنون الخليجية.ومن ضمن ما قدمته «القلالي» البحرينية أيضاً، فن بحري بعنوان «هولي يملي»، وهو عبارة عن وصلة تشجيعية للراحلين في رحلات الغوص، والفن البحري في البحرين متشابه كما هو في الكويت، وهو فن شامل في الخليج العربي. كذلك، قدمت الفرقة أغنية «يا صاح» تبعتها بأغنية «هلا بلي لفاني يا هلا به»، في حين تخللت الحفل رقصات شعبية واستعراضية ألهبت حماسة الجماهير، التي لم تكف عن التصفيق قط. وتعد «القلالي» من أهم الفرق الشعبية في مملكة البحرين، حيث شاركت في مهرجانات وحفلات شعبية عدة، وقدمت كعادتها لوحات مبهرة ومستلهمة من الفن البحريني والخليجي، كون الفنون تتشابه، خصوصاً أن التواصل الفني والاجتماعي والاقتصادي بين دول الخليج منذ الأزل.
مشاركة :