من القارة السمراء جاءت، وفي وطن النهار حطت تراثها! إنها فرقة «سيليمو تاباني» التي أشعلت أول من أمس، أكف الجمهور في مسرح عبدالحسين عبدالرضا إعجاباً وتفاعلاً بموسيقى الجاز، حيث تألق أعضاؤها في العزف الأخاذ ورددوا باقةً من الأغاني الفولكلورية من الموروث الشعبي لمملكة ليسوتو في عمق القاع الأفريقي. شهد الحفلَ حشد غفير من الجمهور، تقدمه قيادات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى جانب كوكبة من أبناء الجاليات الأفريقية المقيمين على أرض الكويت، والذين تسمروا على مقاعدهم طوال فترة الحفل التي ناهزت الساعتين.قدم أعضاء الفرقة، الذين اعتلوا خشبة المسرح وهم يرتدون أزياءهم الفولكلورية المزركشة، ويعتمرون قبعات مخروطية تتخذ شكلاً أقرب إلى القُمع، باقةً متنوعة من موسيقى الجاز، فضلاً عن الأغاني التي لاقت تفاعلاً وانسجاماً منقطعي النظير من جانب الجمهور الكويتي، الذي قضى أوقاتاً ممتعة للغاية، على وقع الألحان العذبة التي تفنن الفريق في أدائها على آلات متعددة، من بينها الأورغ والغيتار والساكسفون وغيرها من الآلات الوترية وآلات النفخ.وتتميز الموسيقى الأفريقية بتنوع نغماتها وثراء إيقاعاتها، وتباين ملامحها نظراً لاتساع القارة جغرافياً، وتنوع الأعراف والديانات والثقافات المنتشرة على مساحاتها الشاسعة، حيث كانت الأناشيد والترانيم والنغمات دائماً جزءاً أساساً من الطقوس الدينية الأولى، كما كانت حاضرةً في الاحتفال بالنجاح في صيد فريسة، أو حلول فصل جديد، أو تخلص القبيلة من قوى شريرة أو السحرة، أو ميلاد طفل، أو تعافي مريض، وقد تكون للرجال موسيقاهم، وللنساء موسيقاهن أيضاً.
مشاركة :