الشارقة: ميرفت الخطيب تعتبر شبه الجزيرة العربية واحدة من أكبر المناطق ذات الأهمية للتنوع البيولوجي في العالم، حيث تدعم عدداً كبيراً من النباتات، والثدييات، والطيور، والأنواع المائية، والزواحف. غير أن التنمية الاقتصادية السريعة، وتزايد عدد السكان تسببا بضغوط لم يسبق لها مثيل على هذه الموائل الطبيعية.وحول هذا الموضوع قالت هناء سيف السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة: تتميز منطقتنا بكونها منطقة بيولوجية متنوعة ورائعة، تضم مجموعة غنية من النباتات والحيوانات، وسبق أن اجتمعنا مع الخبراء والباحثين في مؤتمرات سابقة لاستكشاف سبل حماية المجتمعات النباتية والحيوانية، كان آخرها منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي الذي انعقد برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتولت الهيئة تنظيمه. وأكدت أن مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية تعتبر حجر الزاوية لبقاء الحياة، ونحن في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة نفهم أهمية الحفاظ على هذه البيئات الطبيعية، وتنفيذ التدابير التنظيمية لحماية هذه النظم البيئية الهشة من الانقراض، وتعتبر حماية التنوع البيولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة حجر الزاوية في سياسة المحافظة على البيئة، والتنمية فيها، تماشياً مع رؤية الإمارات2021.وأضافت أن الباحثين وخبراء حفظ البيئة في المنتدى قاموا باستكشاف وتصميم عدة طرق وحلول للمساعدة في التخطيط الاستراتيجي، من خلال تحديد المجالات ذات الأولوية للتنوع البيولوجي، والروابط الرئيسية للموائل. كما قدم المشاركون عرضاً مفصلاً للمعايير العالمية الجديدة الخاصة بمناطق التنوع البيولوجي، وتم عرض الجوانب المحتملة للتطبيق الإقليمي للمعايير الخاصة بتلك المناطق وحدودها القصوى. وشملت المعايير الرئيسية لتحديد هذه المناطق، مناطق التنوع البيولوجي المهددة، والتنوع البيولوجي المقيّد جغرافياً، والسلامة البيئية، والعمليات البيولوجية، والأنواع التي لا يمكن تعويضها، من خلال التحليل الكمي.وحددت مجموعة حفظ البيئة في المنتدى 25 موقعاً في الإمارات، والكويت، والبحرين، وشمال ووسط السعودية، باعتبارها من مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية. إضافة إلى ذلك، تم تحديد 20 موقعاً، وسبع مناطق محتملة كمناطق تنوع بيولوجي رئيسية في اليمن، وعُمان، وجنوب غرب السعودية. وعلاوة على ذلك، كانت هناك ثمانية مواقع تم تحديدها في الجزء المنتمي لشبه الجزيرة العربية من الأردن، ولبنان، وسوريا، باعتبارها من مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية.ونوهت بأن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع بتنوع بيولوجي غني نسبياً يشمل مجموعة من النظم البيئية والموائل البرية والمائية.وتجري هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة منتديات وورش عمل منتظمة للبدء بالتخطيط، وضمان الترابط على نطاق كبير بما يكفي ليتناسب مع احتياجات حركات الأنواع والتصنيفات البيئية الأخرى، في محاولة للحفاظ على مسارات الطبيعة واستعادتها.وقد أشار المشاركون في المنتدى إلى أهمية تحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية، وشددوا أيضاً على أهمية وجود خطط إنمائية مستنيرة للحفاظ على المناطق الرئيسية للتنوع البيولوجي.وفي ظل وجود أكثر من 18 ألف منطقة من مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية المحددة في العالم، يلاحظ أن ثلث بلدان العالم فقط هي التي تلبي حالياً أهدافاً عالمية عندما يتعلق الأمر بربط مناطقها الطبيعية المحمية. ویقلل هذا في الوقت الحالي من تحقیق هدف الأمم المتحدة لعام 2020 المتمثل في تغطية 17 في المئة من الأرض بمنظومات المناطق المحمية المترابطة، ومن ثمّ يلزم بذل جهود كبيرة لتحسين ترابط المناطق المحمية على الصعيد العالمي.