أكدت الدكتورة موزة المالكي، الخبيرة النفسية، استمرار ظاهرة ارتفاع تكاليف الزواج في المجتمع في السنوات الأخيرة رغم جهود العديد من المؤسسات للحد منها، مستغربة ارتفاع تكاليف الزواج وتنظيم حفلات غير ضرورية بقصد التباهي والتفاخر دون أي وعي بمخاطر تلك التكاليف المبالغ بها على استقرار حياة الزوجين، وتعريضهم لضغوط مالية مضاعفة في بداية حياتهم الزوجيّة. وأشارت إلى أهمية تفاهم الزوج والزوجة قبل إتمام العرس على تنظيم حفلات غير مبالغ في مظاهرها، مشيرة إلى أن المبالغة في الأعراس من العادات الدخيلة على المجتمع والتي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بهدف التفاخر بين الأهل والأصدقاء بشأن ما يصرف من أموال في هذه الحفلات التي تتكلف مئات الآلاف بل والملايين من الريالات في بعض الأحيان. وأضافت: الزوجان مسؤولان عن إتمام حفل الزوج بالشكل الذي لا يضعهم في ضائقة ماليّة بعد انتهاء العرس بساعات، مستغربة إقدام الشباب على القروض البنكية لإتمام العرس بمبالغ مالية وبدء حياتهم برصيد مالي سالب، وهو ما يعتبر سبباً رئيسياً في انتشار ظاهرة الطلاق بين حديثي الزواج في السنوات الأخيرة، بسبب الضغوط المالية وعجز الشاب عن توفير متطلبات المنزل؛ ما يضخم من طبيعة المشاكل ويجعلها تتطوّر بشكل سريع مما يصل إلى الطلاق. وبينت أن الضغوط النفسية والعصبية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن ارتفاع تكاليف الزواج في حالة زواج الشاب بلا شك تؤدّي إلى المشاكل الاقتصادية والتي ينتج عنها عدم الاستقرار الأسري، وعدم الشعور بالسعادة الزوجيّة، وعدم الشعور بالأمان والاستقرار العاطفي والأسري بالنسبة للزوجين. أحمد الجاسم: مطلوب تكثيف الدور المجتمعي لعلماء الدين أعرب أحمد الجاسم عن استيائه من ارتفاع تكاليف الزواج في السنوات الأخيرة وتكبد الزوج مبالغ طائلة من أجل تنظيم حفل الزواج الذي لا يتعدى الأربع ساعات، وهو ما ساهم في عزوف الشباب عن الزواج والانتظار لسنوات حتى يستطيع تدبير التكاليف المبالغ فيها لإتمام زواجه دون الاضطرار للقروض.وطالب علماء الدين بدور مجتمعي للحد من الظاهرة والالتقاء بالأهالي بشكل دوري عن طريق إقامة ندوات ومحاضرات في المساجد في كل منطقة، وتخصيص جزء توعوي للحد من تلك المظاهر في الانتشار داخل المجتمع، موضحاً بروز العديد من العادات الدخيلة على المجتمع في ظل تنظيم حفلات عديدة تسبق الزواج بدون فائدة وتقليد أعمى للغرب، فعلى سبيل المثال هناك من يقيمون حفلات لتوديع العزوبية وغيرها من العادات الدخيلة على المجتمع. وأضاف إن تكاليف الحياة الباهظة والسعي وراء امتلاك جميع وسائل الرفاهية، وكماليات الحياة جعلت الشباب يلجأون إلى تأخير سن الزواج ليتمكنوا من العمل وتدبير تكاليف الزواج، وشدّد على أن المشكلة ليست في ارتفاع أسعار المهر وإنما في التكاليف المبالغ فيها في الحفلات. وطالب المقبلين على الزواج بإقامة حفلات بسيطة وادخار الأموال لمشروع استثماري أو وديعة بنكية، لبدء حياة زوجية بصورة ميسرة أو السفر إلى دول العالم ورؤية المعالم المختلفة في رحلة بداية العمر لتكون ذات فائدة دون مضيعة للأموال وتبديدها في ساعات. محمد الجابر: إهدار مئات الآلاف في حفلات الأعراس أكد محمد الجابر أن المقارنات بين الأهل والأصدقاء سبب رئيسي في ارتفاع تكاليف الزواج بشكل مبالغ به في السنوات الأخيرة، حيث يقيم أهالي الزوج والزوجة عدة حفلات قبل الزواج بهدف التباهي والتفاخر، دون مراعاة لإمكانيات الزوج المالية وقدرته على تحمل النفقات الباهظة والتي لا تعود بالنفع عليه أو زوجته، حيث لا يستفيد من هذه التكاليف سوى ببضع ساعات من الاحتفال مقابل مئات الآلاف من الريالات. واستغرب تفشي الظاهرة في السنوات الأخيرة وعدم وجود ضوابط لمثل هذه الأمور، مشيراً إلى أن التباهي والمقارنات بين الأهل والأصدقاء هي المعايير الوحيدة التي تتحكم في الكثير من الأعراس.وأكد أهمية اتفاق الزوج والزوجة على الحدّ من تلك التكاليف وتقنينها بشكل أفضل، لبدء حياة دون ضغوط مالية وصعوبات يكون السبب فيها الأهل دون فائدة، موضحاً أهمية ترجيح العقل في تكاليف الزواج وعدم المبالغة تيسيراً على الشباب. وأشار إلى قيام العديد من الشباب بالاستدانة عبر القروض من أجل حفلات أعراس خيالية دون وعي بالضغوط المالية بعد 24 ساعة من العرس، والذي سيكلفه تراكماً للديون لسنوات طويلة من شأنها أن تخلق أجواء مشحونة بين الزوجين في ظل عدم قدرتهما على تلبية حاجيات المنزل بفضل ليلة واحدة. وأكد أهمية مراقبة الخدمات المقدّمة من قبل مكاتب تجهيز الأفراح والتي تستغلّ حاجة العروسين في التجهيز بأسعار مُضاعفة، خاصةً في تجهيز الطاولات والكوشة وخلافه.
مشاركة :