كتب - إبراهيم صلاح:أعرب عددٌ من المواطنين عن استيائهم من انتشار ظاهرة الإسراف في حفلات الزواج والتي تثقل كاهل الشباب بالديون وتجعلهم يبدأون حياتهم الزوجية وعليهم ضغوط مادية ونفسية كبيرة، مشيرين إلى مغالاة البعض بتنظيم أعراس باهظة التكاليف مع ولائم عشاء فاخرة وبكميات كبيرة تزيد بكثير عن أعداد المدعوين، ولا يأكل من هذه الولائم سوى أعداد قليلة، ليكون نهاية هذه الولائم في صناديق القمامة. وقال المواطنون، في تصريحات لـ الراية إن الكثير من حفلات البذخ في الأعراس ظاهرها الوجاهة وباطنها تعسير يجر خلفه معضلات يصل بعضها بعضاً، ويتحمل نتيجتها الشباب، ما يعود بآثار اجتماعية سلبية، فضلاً عن أن غلاء المهور هو الآخر يثقل كاهل الشباب بالديون، ما يؤدي إلى عزوف الكثيرين من الشباب عن الزواج وزيادة نسبة العنوسة بين الإناث، كما يؤدي إلى الكثير من المشاكل والخلافات الأسرية المترتبة على مثل تلك العادات الخاطئة. واستغربوا المبالغة في الحفلات غير الضرورية بقصد التباهي والتفاخر دون وعي بمخاطر تلك التكاليف المبالغ بها على استقرار حياة الزوجين وتعريضهم لضغوط مالية مضاعفة في بداية حياتهم الزوجية.وأكدوا ضرورة تغيير ثقافة المقبلين على الزواج بإقامة حفلات بسيطة وإدخار الأموال لمشروع استثماري أو وديعة بنكية، لبدء حياة زوجية بصورة ميسرة. كما طالبوا علماء الدين بتكثيف جهودهم للحد من هذه الظاهرة من خلال الدروس والمحاضرات في المساجد والتجمعات. عايد الشمري:حفلات غير ضرورية تسبق الأعراس أكد عايد الشمري أن انتشار التنافس في رفع تكاليف الزواج في السنوات الأخيرة وتكبيد الزوج مبالغ مالية طائلة، تبشر بمستقبل مجهول تملؤه الديون، وذلك لعدة أسباب على رأسها الحفلات غير الضرورية التي تسبق الزواج، بالإضافة إلى العادات والمعتقدات الخاطئة المنتشرة في المجتمع في ظل التنافس والتباهي والمغالاة في تنظيم الحفلات، ما سمح لمكاتب تنظيم حفلات الزواج باستغلال الظاهرة ورفع أسعارها مقابل الخدمات المقدمة التي وصلت إلى أرقام غير مبررة. ورأى أن أولياء الأمور هم السبب الرئيسي وراء ارتفاع المهور وتضاعف تكاليف الزواج، حيث يفرضون الكثير من المتطلبات على الزوج الذي لا يجد أمامه سوى الاقتراض لتلبية هذه المتطلبات، ليصبح في نهاية المطاف غارقاً في الديون وهو لا يزال في بداية حياته الزوجية. وأشار إلى أهمية إطلاق مبادرة مجتمعية للحد من ارتفاع المهور، فضلاً عن تنظيم حفلات الزواج التي باتت تتزايد في السنوات الأخيرة إلى مجموعة من الحفلات على عكس ما كان يتبعه الآباء في الماضي، ما يتطلب تضافر جهود المجتمع للحد من انتشار تلك الظاهرة لتسهيل الزواج على الشباب وخفض نسبة العنوسة، بالإضافة إلى البعد عن مظاهر التفاخر التي تنغص على حديثي الزواج حياتهم. محمد الكبيسي: حفلات زواج تصل تكلفتها إلى 3 ملايين ريال أكد محمد خالد الكبيسي أنه في السابق لم يكن هناك أي معاناة في تكاليف الزواج أو مغالاة في المهور، وكان مشروع الزواج سلساً بين الأهالي دون قيود أو تعقيدات، دون تباهٍ أو تفاخر، مشيراً إلى وجود عادات دخيلة على المجتمع برفع التكاليف ودفع مبالغ طائلة تصل إلى 3 ملايين ريال لحفل الزواج، إضافةً إلى عدم الاكتفاء بإحضار مطرب واحد وإنما المبالغة والتباهي ليكونوا 2 و 3 ، وغيرها من العادات الدخيلة على المجتمع والتي الغرض منها المباهاة فقط. واستغرب تنظيم العديد من الحفلات قبل الزواج والتي تهدف إلى هدف واحد وهو الإشهار، بشكل مبالغ به، قائلاً: تعددت الحفلات والسبب واحد، ما بين حفلة الخطوبة والحناء والاستقبال والملكة والعرس وحفلة توديع العزوبية، وغيرها من الحفلات التي انتشرت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة والتي لا فائدة منها، على عكس ما تسببه من ضغوط مالية على عاتق الزوج، فضلاً عن دخول الزوجين في حياة زوجية بديون تكون سبباً في تنغيص حياتهم. وأكد أهمية تكثيف الوعي المجتمعي وتخصيص ندوات ومحاضرات للمقبلين على الزواج تشمل الشباب في سن الجامعة من الرجال والسيدات، والأهل أيضاً بمشاركة علماء الدين وتوجيه رسائل مجتمعية بمخاطر تلك الظاهرة وكيفية الحد منها، في ظل المبالغة الزائدة والإسراف في مظاهر الزواج. د. حمد الفياض: التباهي بمظاهر دخيلة على المجتمع أكد الدكتور حمد الفياض أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع تكاليف الزواج المقارنات المستمرة بين أهل العروس وصديقاتها والمفاضلات بين أفضل حفل زفاف تم تنظيمه، وذلك بهدف التفاخر والتباهي بمظاهر دخيلة على المجتمع وابتداع حفلات غير ضرورية ساهمت بشكل كبير في تأخر سن الزواج لدى الشباب. وقال: تنتشر ظاهرة الإسراف في المناسبات العامة والخاصة، ففي حفلات الزواج تتمثل هذه الظاهرة في الأفراح باهظة التكاليف مع العشاء الفاخر بكميات كبيرة لا يأكل الناس فيه إلا كميات قليلة، ثم يذهب معظم ذلك الطعام إلى صناديق القمامة، هذه الحفلات ظاهرها الوجاهة، وباطنها تعسير يجر خلفه معضلات يصل بعضها بعضاً، يعاني منها المجتمع؛ فهناك ديون وغلاء مهور يسببان عزوف الشباب عن الزواج.. وعنوسة ، وهناك مشاكل وخلافات داخل الأسر على تلك الترتيبات. وأشار إلى دور الأهل الرئيسي في انتشار مثل هذه المظاهر السلبية في المجتمع دون مراعاة لأضرارها العديدة، التي تتسبب في ارتفاع نسب الطلاق بين حديثي الزواج بعد اضطرار الشباب لاقتراض مبالغ مالية طائلة، ما يؤثر بالسلب على طريقة عيشه وتلبية احتياجاته الأساسية. وأوضح أنه رغم جهود الدولة في التيسير على الزواج وتوفير قاعات للأفراح ، إلا أن المواطنين استغلوها بصورة خاطئة واعتمدوا على مكاتب تنظيم الأفراح في إعدادها بتكاليف طائلة وتجهيزها بشكل مبالغ به.
مشاركة :