وسط أنباء عن توقف الدوريات العسكرية التي يسيرها الجانبان بشكل مشترك بين مناطق درع الفرات ومنبج، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه بحث مع نظيره الأميركي مايك بومبيو الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها فيما يتعلق بإدلب ومنبج في سوريا.وقال جاويش أوغلو في تصريحات عقب اجتماعه ونظيره الأميركي في سنغافورة على هامش اجتماعات وزراء خارجية رابطة آسيان إن الجانبين اتفقا على العمل عن كثب لحل القضايا العالقة بينهما. وينذر التوتر الذي نشب بين واشنطن وأنقرة بشأن قضية القس الأميركي أندرو برانسون، الخاضع للإقامة الجبرية في تركيا، بانهيار اتفاق خريطة الطريق في منبج الذي وقعه الوزيران في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) الماضي لإخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من منبج والإشراف المشترك على إدارتها لحين تشكيل إدارة محلية، واعتبر بمثابة خطوة أولى لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.في الوقت ذاته، تواترت أنباء عن تأثير سلبي للأزمة على اتفاق خريطة الطريق في منبج، ونقلت تقارير إعلامية عن أحد قياديي مجلس منبج العسكري أن الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا انعكس على تفاهمهما حول المدينة وأن تسيير الدوريات الأميركية والتركية توقف على حدود نهر الساجور، الذي يفصل منبج عن حدود سيطرة فصائل الجيش السوري الحر الموالية لتركيا في مناطق «درع الفرات».وذكرت تقارير إعلامية أنه كان من المفترض أن يسير الجيش التركي والقوات دورية مشتركة إلا أنها ألغيت بطلب تركي كنوع من الاحتجاج على العقوبات الأميركية التي فرضت على وزيري العدل والداخلية التركيين.كانت تركيا نجحت في إقناع الولايات بإبرام اتفاق منبج في مايو (أيار) الماضي، والذي نص على إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من المدينة، وتسيير دوريات مشتركة في محيطها.على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «يني شفق» القريبة من الحكومة التركية أن القوات التركية في مناطق شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية أعلنت التأهب، استعدادا لعودة نحو 1.6 مليون لاجئ سوري إلى بلادهم خلال عام واحد.وقالت الصحيفة إن أنقرة تواصل إرسال العناصر العسكرية والعربات المدرعة والدبابات إضافة إلى الدعم اللوجستي إلى جبهات إدلب ومنبج وتل رفعت بالتزامن مع إجراء محادثات دولية من أجل ضمان عودة 400 ألف مدني سوري إلى أراضيهم خلال النصف الثاني من 2018.وأوضحت أن الشحنات العسكرية التركية تواصل عبورها من 5 بوابات هي الراعي، وكفر لوسين، وخربة الجوز، وجيلفا جوزو، وأونجوبينار، باتجاه المناطق التي حددت لها، في إطار ما وصفته بـ«العمل المستمر لتطهير تل رفعت بشكل كامل من عناصر النظام ووحدات حماية الشعب الكردية لإعادة أهالي المدينة إليها». وبحسب الصحيفة، فإن ذلك يأتي في إطار الخطوات التي تقوم بها تركيا بهدف تأمين الظروف في إدلب، وريفي حماة وحلب، وتل رفعت، ومنبج، لعودة مليون و600 ألف سوري إلى منازلهم.وأشارت إلى أن تركيا تعتزم فتح طريق جديد يربط بين بلدة الراعي على الحدود التركية وحلب، من شأنه أن يتيح لـ5 ملايين مدني مقيمين في مناطق المعارضة، في إدلب وعفرين وريف حلب وحماة، حرية الوصول إلى حلب ودير الزور والرقة، دون الاضطرار للعبور من نقاط الوحدات الكردية، التي تفرض الإتاوات على مرور المدنيين.
مشاركة :