رواية رامة والتنين للكاتب والروائي إدوار الخراط

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت هذه الرواية العام 1980، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، صنفت من أفضل مائة رواية عربية، ترصد أحداثها قصة حب بين ميخائيل ورامة، تبدو على شكل حوار بين رجل وامرأة تختلط فيها عناصر أسطورية ورمزية فرعونية ويونانية وإسلامية. وتتناول الرواية من خلال الحوار بين الأبطال عمق التجربة الإنسانية والصراع والخوف الذي ينتاب الإنسان طوال حياته، فالرواية تتشابك بين الأسطورية والواقعية وتحتوي على أبعاد فلسفية وعقلية، وتدور أحداثها في مصر فترة ستينات القرن الماضي وسبعيناته. الرواية وصفها الناقد المسرحي المصري، سامي خشبة، أنها مأساة مصرية، وقال عنها «عندما كتب إدوار الخراط هذه الرواية، إنما كتبها من منطلق واضح فيها كل الوضوح، حول تجربة الحب الضائع، التي يعيشها مثقف مصري قبطي تكونت ثقافته باعتباره «قبطياً» ينظر إلى الأشياء، وإلى تاريخ مجتمعه ولغته، من منظور فهمه الخاص لتاريخه الذاتي». يتشابك الزمن في الرواية فيصبح الماضي والحاضر شيئاً واحداً، كما تداخل المشاعر الإنسانية بشكل يثير الشجن في نفس القارئ، يقول «ميخائيل» بطل الرواية أن الحب حالة من الوحدة لا شفاء منها ويصف شعوره: «والحب؟ الحب كذبة. هو الشهوة العارمة للخلاص من الوحدة، الاندفاعة التي لا تتوقف نحو الاندماج والاشتعال المزدهر لكنه يدور أيضاً في الوحدة، وينتهي بتكريسها، أكثر علقماً من الموت، نحن نحب وحدنا، الحب أيضاً وحدة لا شفاء منها». ويواصل «الخراط» رصده لمشاعر الحب الممتزجة بالحيرة والخوف من عدم الوصل وفقد البطل لمحبوبته، فـ»ميخائيل» الذي يحاول بكافة الطرق أن يعيش مع حبيبته ولكن كيف وهي المسلمة، فالمجتمع الذي يعيشون به لا يسمح بذلك، ويصف «ميخائيل» مشاعره قائلاً: «أنت عندما تفقد شيئاً تعرف أنه لن يعوض، لا يعوض، وترفض مع ذلك، ترفض هذا الحس بالفقدان، تتمرد عليه كل جوارحك كما يتمرد شيء حي متوفر بالحياة ضد ما يحمل إليه الموت، ترفض، كأنك تحطم السماء بيديك العاريتين، كأنك سقطت على تراب القبر، تدق أرضه بقبضتك المضمومة وتقول لا، لا، ومع ذلك تظل حفرة القبر مفتوحة، في داخلك. الفقدان هناك قائم، شيء ما قد نهش مكانه، وانتزع من فلذة النسيج الذي يغلف حياتك نفسها، لا أمل أبداً في استرداده، عليك أن تطيقه، أن تحتمل فجوة الضياع الذي لا يحتمل، وأن تعيش معه، لماذا تعيش؟ أنت ترى نفسك ميتاً، وتعيش مع الموت، وتحمله معك، وتصبر عليه، وتعانيه، أنت تحمل ميتاً في داخلك، والميت هو أنت أيضاً، قبر متحرك يواري هذا المدفون من غير غطاء ولا كفن». وتأتي نهاية تلك الحكايات دائماً بنزيف الدماء من قلوب العشاق، فالواقع والرواية ليسا منفصلين تماماً بل ممتزجين أيضاً مثل امتزاج كل العناصر التي يستخدمها «الخراط» في رواياته، واستسلم البطل ودفن حبه بقلبه ورحل بعيداً قائلاً لحبيبته «إنني أواجه الألم المتصل، حتى اليوم الأخير، من غير درع، من غير تغطية، من غير تبرير».

مشاركة :