الشعر والسرد والضوء تتعانق في ثقافة الأحساء

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالله السلمان - الأحساء فتح تسجيل الأحساء في اليونيسكو كموقع تراث عالمي أخيرا الشهية أمام أبنائها للحضور وتنظيم الفعاليات المختلفة من الثقافة والفن ومعارض الصور التي تبرزها، حتى إن جماعة حواف الإبداعية من فرط شهيتها نظمت بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ثلاث فعاليات في ليلة واحدة، بدأتها حواف بمعرض الصور الذي ضم أكثر من 60 صورة احترافية، مرورا بأمسية للشاعرين صادق النمر، ومحمد الياسين، وختاما بالسرد الذي حلق فيه زكريا العباد، وعبدالله الدحيلان. حواف اختارت مقدمين للأمسيتين الشعرية والقصصية مبدعين، لم يكتفيا بالتقديم التقليدي، بل أضافا لوحات فنية من خلال تعليقاتهما على النصوص التي ينثرها المشاركون، وبين الفينة والأخرى يأخذ مقدم الأمسية الشعرية الشاعر يحيى العبداللطيف الجمهور إلى حيث النكتة الشاعرية والجو المليء بالمفاجآت والسكريات. أما مقدم الأمسية القصصية القاص طاهر الزارعي فقد حلق بالجمهور وأشعل أجواء الأمسية قبل أن يبدأ القاصان بسرد الحكايات النورسية لهما على أرواح الحاضرين، مشيرا إلى أن القصة نافذة مشرعة للحلم تلتقي عند منعطف الحكاية الحالمة بعبث الطفولة، ولثغة الأجداد، وعشب الأيام، وهي التي من تلك النافذة على شارع تكتنفه الهزيمة في معركة الهم، إنها لص محترف يتسلق الجدران الآثمة، ليكشف عن العشق المحرم، وعن رعشة جدة في زاوية البيت، وعن جسد فتاة معلقة بين السماء والأرض، تجعلك تسكن الطين، وتلملم ذاكرتك من شظايا قادمة، حينما تحتبس وأنت تشاهد طفلا يحفه الجوع، أو شيخا مسنا يتوكأ الألم، أو عصفورا يراقص الموت بحثا عن حرية هائمة، ثم تأتي القصة على هيأة لوحة فنية تنسج أحلامها وتشعل قناديل الشوق في الأصداء. النصوص الشعرية التي صفق لها الجمهور من الرجال والنساء، جاءت من قلب الصحراء أحيانا، كما فعل الشاعر النمر بمفردات ورخامة صوته، ومن الطبيعة الساحرة للشاعر الياسين ليفاجئ المتلقي بأبيات صادمة، لأن الشاعر عاشق ومعذب. وفي الأمسية القصصية تماسك القاص العباد على مشاعره كثيرا، ليغرق في الماء ويبقى ظله طافيا، موظفا لغة الخيال في النص بما يتفق مع الحال والمقال لأحداث سردية مذهلة، ويقاسمه القاص الدحيلان الذي تميز في الحبكة دون الوقوع في الرمزية المظلمة.

مشاركة :