يعد "إيتا كارينا" أكبر وأسطع نجم في المجرة، حيث قذف قبل قرنين من الزمان بحزم مواد حارة لسرعة 20 ألف كيلومتر في الثانية (6% من سرعة الضوء). ويشير ناتان سميث من جامعة أريزونا في مقال نشرته مجلة MNRAS، إلى أن "مثل هذه السرعات من ميزات انفجار السوبر نوفا، عندما يدمر الانفجار النجم تماما. ولكن هذا لم يحصل في هذه الحالة، لذلك يجب أن يكون هناك عملية ما لتراكم كمية هائلة من الطاقة خلال فترة زمنية قصيرة". واكتشف النجم إيتا كارينا، الذي يبعد عن الأرض 7800 سنة ضوئية، عام 1677 الفلكي البريطاني، إدموند هالي، وخلال القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر كان سطوعه يزداد وينخفض بصورة دورية. وقد بينت مراقبة هذا النجم في القرنين الماضي والجاري أنه نظام ثنائي غريب جدا، كتلته أكبر من كتلة الشمس بـ 120-150 مرة، وله قمر يدور حوله كتلته أكبر من كتلة الشمس بـ 30-80 مرة. واكتشف سميث وفريقه العلمي خاصية غريبة أخرى لهذا النجم الكبير الساطع، باستخدام ما يشبه "آلة الزمن" لقياس صدى ضوء "السطوع العظيم" عام 1843، وهو ظاهرة فلكية شبيهة بصدى الصوت. وفي بعض الأحيان، يصل شعاع الضوء الناتج من سطوع السوبرنوفا إلى جسم ما وينعكس عنه في الاتجاه المعاكس، وفي النتيجة، يصل صدى هذا السطوع إلى المراقب متأخرا جدا عن الحدث نفسه. ومن دراسة طيف صدى الضوء، تمكن الفريق العلمي من قياس سرعة الحزم التي يقذفها إيتا كارينا إلى الفضاء، وبلغت 15-20 ألف كيلومتر في الثانية، ما وضع العلماء أمام مسالة جديدة: ما الذي يولد هذا السطوع القوي دون أن يدمر النجم؟ يفترض العلماء بأنه حتى 1843، كانت منظومة إيتا كارينا تتكون من 3 نجوم وليس 2، وفي منتصف القرن التاسع عشر، اصطدم نجمان والتحما مولدين أكبر نجم في مجرة درب التبانة، مع إطلاق كمية هائلة من المادة إلى الفضاء بسرعة كبيرة جدا. ونظرا لكتلته الكبيرة، بات أسرع الأجسام في مجرتنا. لذلك يعتقد العلماء أن تحوله إلى سوبر نوفا سيكون قبل مضي 500 ألف سنة بكثير. المصدر: نوفوستي
مشاركة :