استكمل اليوم الجزء الثاني من رسائل مختصرة إلى الوزراء الجدد تحمل هموم المواطنين وآمالهم المتعلقة وتطلعاتهم وطموحاتهم من وزراء الشؤون الاجتماعية والتعليم العالي والاتصالات والنقل.. * وزير الشؤون الاجتماعية أنت القادم من حقل قريب يختلف في الرؤى والاتجاهات، كنت قريباً من الأوجاع شاهد عيان للأوضاع.. وزارتك وعلى مدار أعوام كانت مثاراً للشكاوى وإيثاراً للتصريحات، الوزارة تتعلق بالناس والحاجات والمعاناة والهموم وتعانق متطلبات الفقراء والمساكين والمعدمين وتلامس واقع المعاقين والأيتام والمسنين، تسلمت الوزارة وهي تحت المجهر وبين الاجتهادات ووسط تحركات خجولة للتطوير والحلول، الوزارة تتحرك ببطء وبات حل الشكاوى فيها نوعاً من التوسل.. قد تكون الأكثر تحدياً بين المعينين من الوزراء الجدد فالناس يشتكون ويبكون من إجراءات بيروقراطية، والمحتاجون يسكتون على هموم إضافية تتراكم فوق همومهم الأساسية في ظل الروتين، معالي الوزير، المتسولون معلم من معالم المدن لدينا وفيهم سعوديون وسعوديات، والظاهرة استعصت وعصت وكأننا في دولة نامية، اللجان كثيرة وكل عام والتسول في ازدياد، الأيتام يعانون من العنف في الدور ودور الحماية تحولت من مواقع أمان إلى مواقع اعتقال ومكامن عنف، والمسنون المطرودون من بيوتهم والهاربون من جحيم العقوق يعيشون على رحمة الأعياد أو هبات الحفلات المخجلة أو رحلات بائسة مكررة منذ عشرات السنين، والفقراء يقطعون مئات الأميال بحثاً عن الضمان ويتفاجأون بالطلبات والتعجيز، والوافدون والوافدات يرعون المعاقين والمعاقات بفكر عمال النظافة، والمختصون خارج حسابات الوزارة، وموظفون وموظفات يعملون بكسل وعجز في ظل حرمانهم من العلاوات والبدلات. وزارتكم بحاجة عاجلة لتحريك الملفات المتوقفة وتخطيط إستراتيجي بعيد عن التصريحات والوصول إلى المحتاجين والفقراء والمكلومين إلى عقر ديارهم وخدمتهم بعيداً عن رميهم في بحر المؤجلات والتسويفات وإعادة النظر في عمل اللجان وزيارات مفاجئة للدور لتلمس الاحتياج والشكوى من أفواه المشتكين وحلها فورياً. * وزير التعليم العالي أنت الجار وابن الدار للوزارة التي تتقدم خطوة وتتراجع خطوات تتباهى بالمدخلات وتتجاهل المخرجات جئت في وقت مهم وأنت الضليع بالعمل المؤسساتي وعاصرته في التربية والتعليم وأنت الخارج والداخل من الإبداع والموهبة ومن تسلمت التخطيط وتعرف مبادراته وبوادره قد يجهل كثير من المتابعين بتفاصيل الخلل في الوزارة عطفاً على ما يظهر من الوزارة في التوسع في المباني وفي الاحتفاء بآلاف الخريجين والخريجات والاحتفالات المكررة الباهتة سنوياً في السفارات ولكن جامعاتنا متأخرة في التصنيف العالمي والكليات والجامعات ترسل المئات سنوياً إلى طابور البطالة، وأصحاب الشهادات المزورة يملأون البلاد ويحددون قرارات العباد في أكثر من جهة والوزارة تعلم عنهم وظلت طويلاً تخدر الرأي العام باللجان ولا تزال. ومكاتب الجامعات الوهمية لا تزال تمارس بهتانها وزورها.. والكادر الأجنبي لا يزال يملأ جامعاتنا بل وإن هنالك قياديات وافدات في كليات البنات فأين توظيف مخرجات الابتعاث، والفجوة منذ أعوام تتسع بين الجامعات ومتطلبات سوق العمل في ظاهرة غريبة ولجان التعاقد في الوزارة تأتي بالغث والسمين من الأساتذة معاً سنوياً.. ورغم زيادة عدد الجامعات والتطور الكبير إلا أن المستقبل يحتاج إلى توفير أقسام مبتكرة وتخصصات جديدة وإلغاء بعض التخصصات التي ترفع عدد العاطلين وزارتك بحاجة إلى دراسة مستفيضة للظواهر قبل المشكلات والرؤية الواقعية قبل الأبعاد المستقبلية ولا بد من اجتثاث بعض الخطط القديمة والبدء في التطوير البشري قبل المباني والتقنيات. * وزير الاتصالات وتقنية المعلومات أنت الفيلسوف القادم من أعرق الجامعات والخارج من ردهات الشورى التي كنت تسمع وترى الانتقادات تتوارد على وزارتك من اتجاهات عدة، وزارتك اسم كبير وتفصيلي في المعنى ولكنه مبهم أمام الناس لا يعرفونه إلا إذا وجهوا إليه من جهات أخرى.. الاتصالات طبيعة وأسلوب يومي لا ينقطع ومشكلات الاتصالات لدينا مشتتة وموزعة ما بين شركات الاتصالات التي تتنافس في التباهي بالخدمات وتتخاذل في خدمة المواطنين بشكل أساسي، الملفات متنوعة والمسألة تتعلق بالتطوير أولاً وأخيراً، الوزارة لا تقبل البيروقراطية وسط عالم يتطور بشكل يومي لا نزال مستقبلين للتطوير بسرعة متعايشين معه ببط ء والحكومة الإلكترونية منفذة ولكنها تخدم نفسها في أغلب الأحيان. شكاوى عملاء شركات الاتصالات تتزايد بشكل فردي أو جماعي مواقع متعددة محرومة من خدمات الاتصال لسنين وسط تعنت شركات الاتصالات، خدمات الإنترنت في المدن تحت وطأة التجادل والتجاهل وسط ضياع المسؤولية ما بين الشركات المشغلة والأخرى المنفذة، الخبراء والموهوبون في الاتصالات خارج الحسابات رغم شهاداتهم وخبراتهم، نظم المعلومات في وزارتنا تخترق من الهاكرز رغم أنظمة الحماية القوية.. وجرائم الهاكرز تتواصل دون حساب باختراق خصوصيات البشر، شرائح الاتصالات تباع علنا في الشوارع بأسماء مجهولة لتكريس مناخ الجريمة والإيذاء، وزارتكم بحاجة إلى التطوير والانفتاح على المواطنين واتخاذ أساليب عمل جديدة وخطط مستقبلية واعدة لخدمة الوطن والمواطن. * وزير النقل أنت ابن الوزارة البار ورجل المسؤولية وعضو الاتحادات الدولية والمجالس العالمية في النقل، أنت الأعرف والأخبر بخلفيات وتداعيات وتفصيلات وزارتك على مدار سنوات، الطرق لدينا ملف تكتنفه الخطورة والنقل موضوع شائك ومتشابك، الطرق في مناطق المملكة ركن للمعاناة وسبيل للموت والإصابة واليتم والترمل.. التطوير يسير في مجال القطارات والنقل الذكي ولكن ببطء شديد، وقرى معزولة عن العالم ومعاملاتها تملأ رفوف وأدراج الوزارة وسكانها يملأون فنادق الرياض أسبوعياً بحثاً عن حلّ أو وعد صادق والنتيجة ميزانيات تصرف في مواقع محددة وبتراتيبية غير عادلة، وزارتك تتعلق بخدمة أولوية للبشر ومعاناة السكان مع الوزارة منذ أمد بعيد، احتياجات الناس على المحك والمستقبل والرضا لا تحددهما الخطط بل تؤكدهما حلول الواقع وإنهاء المعاناة والجهود المعلنة.
مشاركة :