هاكاثون الحج» .. وبناء مجتمع التقنية في المملكة

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

| السبت 4 أغسطس 2018 المناسبات الكبيرة في المملكة لا تتوقف، فبعد إعلان إقامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة "نيوم"، لقضاء إجازته -حفظه الله -، وهي المدينة التي تعد من مدن الجيل الجديد عالميا بما ستتمتع به - بإذن الله - من إمكانات تقنية فريدة ولما لها من موقع مميز في الخريطة العالمية، وهو تأكيد على ما تتميز به المملكة من إمكانات سياحية جميلة، كان القلة فقط يعلمون عنها، لكنها اليوم أصبحت بعد فترة وجيزة من العمل محل اهتمام واسع. كما تشهد المملكة تجمعا تقنيا فريدا، يهدف إلى تطوير الخدمات لإحدى أهم الشعائر الإسلامية وهي الحج، فيما أطلق عليه "هاكاثون الحج" Hajj Hacathon وكلمة "هاكاثون" هي من الكلمات الإنجليزية، وهي حدث فريد يجذب التقنيين سواء من المبرمجين أو المصممين، وكما جاء تعريفه في الموسوعة العالمية ويكبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki/ "هاكاثون" "بالإنجليزية: Hackathon" هو حدث يجتمع فيه مبرمجو الكمبيوتر وغيرهم لتطوير البرمجيات، "على سبيل المثال: مصممو الجرافيك، مصممو الواجهات، ومديرو المشاريع"، فيتشاركون بشكل مكثف في تطوير مشاريع برمجية "بالإنجليزية: Software". هناك فعاليات تضم مشاريع تطوير العتاد "بالإنجليزية: Hardware" أيضا. يستمر "الهاكاثون" عادة يوما، وقد تصل مدته إلى أسبوع كامل. بعض "الهاكاثونات" يراد بها أن تكون لأغراض تعليمية أو اجتماعية، وعلى الرغم من ذلك، يهدف بعضها إلى إنشاء برمجية قابلة للاستخدام... أهمية هذا التجمع تأتي متزامنة مع موسم الحج، كما أنها تجمع فريد باعتبار أنه يهتم بشعيرة من شعائر الإسلام، ولم يشهد المجتمع الإسلامي تجمعا مشابها لهذا التجمع، وهو أشبه بإيذان أن المملكة اليوم ستكون بيئة خصبة للتقنيين والمبرمجين حول العالم، كما أنه يقدم نموذجا للعمل الجاد لمعالجة كثير من الصعوبات وتقديم الحلول وتطوير الخدمات الخاصة بشعيرة الحج، كما أنه يشير بما لا مجال فيه للشك إلى أن المملكة تولي اهتمامها بهذه الشعيرة وتعتني بها وتعدها أولوية في جدول مسؤولياتها تجاه المجتمع والأمة، ودلائل ذلك كثيرة، وليس هذا التجمع أولها. تميز هذا التجمع بأنه استقطب الخبرات التقنية من كل بلاد العالم وشارك فيه مبرمجون من أكثر من 50 دولة حول العالم، كما أن العدد الذي قد بلغ قرابة 3000 مشارك، جعل هذا التجمع يحقق رقما قياسيا عالميا باعتباره أكبر تجمع "لهاكاثون" في العالم، كما أن هذا التجمع جاء ليهتم بمجموعة من القضايا المرتبطة بالحج التي تخدم قرابة ثلاثة ملايين حاج الذين ستزيد أعدادهم مستقبلا بناء على الخطط المعمول بها لتوفير فرص أكبر لكل من يرغب في أداء هذه الشعيرة العظيمة، وكما جاء في الموقع الإلكتروني للفعالية https://hajjhackathon.sa/ فإن الهدف من التجمع هو كيف يمكن استغلال التكنولوجيا والإبداع لتيسير الحج وتحسين التجربة العامة للحجيج، وشملت مجموعة من العناصر باعتبارها تحديات، ومنها الأغذية والمشروبات والمواصلات وإدارة الحشود والتحكم في حركة المرور وترتيبات السفر والإقامة والصحة العامة وإدارة النفايات والتسكين وحلول التواصل والحلول المالية، وذلك بجوائز بلغت قيمتها أكثر من مليوني ريال. لعل إحدى أهم نتائج هذا التجمع الضخم هي عناية المجتمع المسلم بالتقنية في مختلف جوانب الحياة وإيجاد تجمع للمبدعين منهم لتقديم الحلول التقنية والاستفادة من أدوات العصر الحديث في تحسين الأمور المتعلقة بدينهم ودنياهم، كما أن المجتمعات المسلمة حاليا تعاني كثيرا الأزمات والتحديات خصوصا فيما يتعلق بالتنمية، وهذا أحد التجمعات الذي يمكن أن يقدم حلولا تمكن هذه المجتمعات من تحسين ظروفها، وفي ظل ما تتمتع به المملكة من مكانة على المستوى العالمي عموما والريادة على مستوى العالم الإسلامي فإنها اليوم تقدم نموذجا للتعامل مع القضايا المتنوعة. هذا التجمع يمكن أن تكون له برامج موازية لتقديم الحلول في مجالات متنوعة محلية فيما يتعلق بالمجتمع مثل القضايا التي تتعلق بالصحة أو التعليم أو المواصلات أو حركة المرور والالتزام بالأنظمة، إضافة إلى قضايا مهمة مثل البيئة والعناية بها، والابتكار في الأعمال والإسكان وغيرها من القضايا التي تشغل اهتمام المجتمع والقضايا التي تم التركيز عليها في "رؤية المملكة 2030". فالخلاصة أن "هاكاثون الحج" حقق نجاحا مبهرا بحجم المشاركات من مختلف دول العالم، الذي يتوقع أن يغير كثيرا في حياة المجتمع باعتبار أن التقنية لها أهمية كبيرة في تقديم الحلول، وتحسين أداء الأعمال والمهام وإتقانها، وهذا التجمع شاهد على دور المملكة الريادي في العالم الإسلامي في كل ما من شأنه أن يحسن من سبل العيش لدى المسلمين من مختلف دول العالم.

مشاركة :