بحثاً عن دراما القصص المستقلة في الإنتاج العربي

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على رغم التنوع والتعددية في أشكال ومضامين الدراما العربية، ظلت أعمال القصص المستقلة قليلة ونادرة الحضور، وإن حققت نجاحات كبيرة في العقود الماضية. هو لون لا يبدو إلى اليوم قادراً على إثارة حماسة صـــناع الدراما من المـــؤلفين وشركات الإنتاج على السواء. ففي القليل الذي شهدناه من تلك الأعمال نوعان يقوم الأول على شخصيات لا تتغير لكنها تعيش في كل حلقة حكاية جديدة، فيما يقوم النوع الثاني على شخصيات جديدة في كل حلقة ما يعني اختلاف الممثلين على العكس من النوع الأول الذي يحتفظ خلاله الممثلون بأدوارهم ذاتها. هي دراما لا تتسع للترهل، فقوامها الفني يتكىء على التكثيف بما هو مشهدية أكثر حيوية تجعلها أقرب إلى فيلم تلفزيوني تؤسسه القصة الطويلة وليس الرواية. أي أنه فيلم يقترب أكثر من ذائقة مشاهدي زمننا الراهن المنحاز غالباً إلى «ما قل ودل» والباحث عن متعة أقل ميلاً للمتابعة اللاحقة. دراما كهذه تؤثث فضاءها بتشويق وجاذبية أعلى تنشغل بالصورة أكثر من انشغلها بالحوار على نحو يعيد للدراما طبيعتها الأولى والأهم كفن بصري له سحره الخاص الذي يجعله واحداً من أقرب الفنون إلى المشاهدين. مع كل ذلك تبدو دراما القصص المستقلة في سياق الإنتاج الدرامي العربي نوعاً من المغامرة غير المرغوبة بسبب بعض تقاليد العروض التلفزيونية التي تنحاز لدراما المسلسلات بما هي كياناً واحدة تتصل حلقاته الثلاثين، خصوصاً بعدما تكرس تقليد موسم رمضان الدرامي بكل ما فرضه ورسخه من عادات إنتاجية فرضت نفسها على الكتاب والمخرجين، وحتى الموضوعات وأساليب معالجتها. وفي سياق كهذا يبدو خيار القصص المستقلة خياراً فنياً متقدماً وله في الوقت ذاته قدرته الفائقة على بعث حيوية أكبر في الدراما وتشكيلها على نحو مختلف، كما له موضوعاته الأغزر والأشد تنوعاً وامتلاكه لعنصر الاختلاف والمغايرة بما هو عنصر في الفن والإبداع عموماً. هي مسألة تتصل بلغة الفن وأساليبه وترقى إلى مستوى فعل التجديد، وما يحمله من قدرات على الاستمرار والتغير بحثاًً عن الجمال وسعياً من أجل إطلاقه وتألقه.

مشاركة :