آليات الإنتاج في السينما المستقلة عربياً

  • 12/23/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سعيد ياسين (القاهرة) صناع السينما المستقلة في الوطن العربي يبذلون طاقاتهم ويسخرون أدواتهم لنشر الأفكار المتحررة والجديدة، التي من شأنها إعلاء قيم الحق والخير والجمال، ورغم مواجهتهم الصعوبات والمعوقات الانتاجية الكبيرة أمام التكاليف الباهظة المضطردة، إلا أنهم استطاعوا بامكانياتهم صناعة أفلام سينمائية تشارك في المهرجانات الدولية وتحقق الجوائز، هذه هى المقدمة التي كتبها مسعد فودة نقيب المهن السينمائية ورئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، والتي أشاد فيها ببحث الناقد الشاب محمد عاطف «آليات الانتاج في السينما المستقلة بالعالم العربي» من أجل التعرف على الواقع والمأمول في صناعة السينما المستقلة، لطرح رؤى عربية مشتركة تمكن من منافسة السينما العالمية، وطالب فودة بتشكيل كيانات إنتاجية عربية مشتركة لوضع آليات تسهم في خلق وإعداد كوادر شابة في جميع مجالات الانتاج السينمائي، قادرة على صنع سينما مستقلة قوية تحقق ريادة سينمائية عربية. ويوضح الناقد محمد عاطف في بحثه الذي صدر في كتيب مؤخراً أن تعريف مصطلح «السينما المستقلة» ظل قضية خلافية بين النقاد والسينمائيين في العالم العربي، رغم تجاوز أغلب التيارات السينمائية في العالم لفكرة الجدل حول هذا المصطلح، والانتقال به الى مشروع متبلور الأفكار واضح المعالم، ويشير الى أنه في الوقت الذي عرف فيه الناقد الأميركي ايمانويل ليفي الفيلم المستقل بأنه فيلم طازج منخفض التكاليف له أسلوبه الفني الخاص، وموضوعاته التي لا تهتم بالنجاح الجماهيري بقدر ما تهتم بالتعبير عن الرؤية الخاصة بصانع الفيلم، إلا أن تعريف مصطلح «السينما المستقلة» في الوطن العربي يدور حوله عدة أسئلة أكثر تعقيداً، ومفردات أكثر تشابكاً ترتكز على محاولة تعريف فكرة الاستقلال الابداعي ذاتها، والتي تتعدد مداخلها، بين حرية الفكرة وطزاجة طرحها، أو ربما جرأتها أو تمردها على الرقيب المعتاد في منطقتنا العربية، أم أنه الاستقلال عن الذائقة الجماهيرية السائدة، أو المنظومة الانتاجية المهيمنة، والقوانين الحاكمة لها، والتي تعود بدورها في النهاية لتقع تحت مظلة الرقيب بأنواعه. وكشف عاطف عن أن صناعة السينما المستقلة تعاني أيضاً من تطرف الأحكام النقدية عليها، سواء سلباً أو ايجاباً، كما أن الموزع يبقى طرفاً أصيلاً في الأزمة، حيث يفضل عرض الأفلام التجارية مضمونة الايرادات على الأفلام المستقلة. وتوقف عند أزمة التوثيق، وقال إن البعض يذهب إلى أن السينما المستقلة في الوطن العربي بدأت مع بداية السينما في المنطقة، حيث تندرج الافلام الأولى لرواد السينما العربية، لاسيما القصير منها، والتي كانت بمثابة محاولات لتأسيس سينما في بلادهم تحت وصف السينما المستقلة، لكن ترجع بدايتها بشكلها الحالي إلى بدايات الألفية الثالثة، حيث ظهرت في مصر ولبنان والأرض المحتلة، بسبب الواقع الاجتماعي المتردي، وصعود اصوات شابة تتمرد عليه، لاسيما من الفنانين وصناع الافلام الشباب. ولفت إلى أن السينما المستقلة ولدت في لحظة سياسية واجتماعية حرجة، كواحدة من تجسيدات رغبة شباب المصريين المبدعين في التعبير عن أنفسهم وأحزانهم، وقدمت أول فيلم من هذه النوعية 1989 بعنوان «حبة سكر» لحاتم فريد، ثم حدثت فترة صمت طويلة إلى أن صنع المخرج ابراهيم البطوط فيلمه الأول «ايثاكي» 2005 حيث وصف الناقد سمير فريد الفيلم بأنه بداية حركة جديدة ومجددة في السينما من خلال الافلام القصيرة، وهي حركة السينما المستقلة. وأكد عاطف في بحثه على أن الجيل الأول من صناع السينما المستقلة في شكلها الحالي هم الأكثر تنظيماً وإصراراً، وانهم اعتمدوا مع بداية الألفية الجديدة في المنطقة العربية آلية «التكتل» من خلال خلق شركات ومؤسسات وجمعيات سينمائية مشهرة خاصة، أسسها صناع الفيلم المستقل لانجاز أفلامهم وتوزيعها، وامتد نشاط بعض هذه الكيانات لعقد دورات تدريبية، وإصدار مطبوعات متخصصة عن السينما المستقلة، وإقامة المهرجانات. وعرض لأبرز التكتلات في العالم العربي، والتي لعبت دوراً بارزاً في بلادها، ومنها «سمات مصر»، و«الجمعية الثقافية للانتاج السينمائي في لبنان»، و«مؤسسة بيت الفن في سوريا»، و«سودان فيلم فاكتوري»، و«نادي المشهد الإمارات»، و«سينماتيك طنجة»، و«المركز العراقي للفيلم المستقل»، و«صندوق صن دانس للافلام الوثائقية»، و«صندوق سينما العالم»، إضافة إلى التمويل العربي الكامل كما في صندوق أبوظبي لدعم الافلام «سند»، و«مؤسسة الدوحة للافلام»، و«صندوق الأردن للافلام».

مشاركة :