أعلن زعيم المعارضة في زيمبابوي نلسون شاميسا فوزه في انتخابات الرئاسة التي نُظمت الإثنين الماضي، فيما أفيد بأن الشرطة تحقق معه ومع معارضين آخرين، لاتهامهم بـ «التحريض على العنف». وأكد المحامي كومبيراي أفوندا أن مذكرة تفتيش صدرت في حق شاميسا وآخرين، بينهم المعارض تنداي بيتي، بشبهة ارتكابهم جرائم «امتلاك أسلحة خطرة وعنف عام»، علماً أن المذكرة تخوّل الشرطة البحث عن أي دليل ومصادرته. واعتبر شاميسا أن تأخر إعلان النتائج رسمياً سببه أن الرئيس إمرسون منانغاغوا يعلم أنه خاسر، وحضّ أنصاره على الهدوء وانتظار «احتفالات ضخمة» بفوزه، علماً أن 6 محتجين قُتلوا الأربعاء في صدامات بين الجيش وأنصار المعارضة. ونفى تلقيه اتصالاً من منانغاغوا، بعدما أعلن الأخير أنه تحدث مع خصمه، في محاولة لنزع فتيل التوتر وحلّ الخلافات «سلماً». وأشار إلى أنه طلب فتح تحقيق مستقل في مقتل المتظاهرين الثلاثة، وأضاف: «نؤمن بالشفافية والمحاسبة، ويجب تحديد هوية المسؤولين وإحضارهم إلى العدالة». واستدرك: «نحمّل حركة التغيير الديموقراطي مسؤولية تعكير السلام الوطني وتعطيل العملية الانتخابية. وبالطريقة ذاتها، نحمّل الحزب وقيادته مسؤولية وفاة أو جرح أي مواطن، أو تدمير ممتلكات خلال العنف السياسي». لكن ناطقاً باسم «حركة التغيير الديموقراطي» المعارضة ندّد بـ «وحشية تعرّضنا لها من دون أي سبب»، مستغرباً «انتشاراً للدبابات وإطلاق رصاص حيّ من دون مبرر». وشهدت الانتخابات الأولى منذ إطاحة الرئيس السابق روبرت موغابي، عنفاً بعدما أطلق جنود النار على معارضين تظاهروا احتجاجاً على ما اعتبروه «تزويراً» لمصلحة الحزب الحاكم، بعدما أعلنت مفوضية الانتخابات فوزه بغالبية مطلقة في البرلمان. وأفاد شهود بأن عناصر من الجيش انتشروا أمام مقر حزب «الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي- الجبهة الوطنية» الحاكم، فيما جالت مدرعات وناقلات جند وشاحنات مزودة بخراطيم مياه وعربات شرطة مكافحة الشغب، شوارع هراري، وتوقفت أمام مقرّ «حركة التغيير الديموقراطي» الذي دخله شرطيون يحملون مذكرات وأوقفوا 16 شخصاً. وحضّت السفارة الأميركية في هراري «قوات الدفاع في زيمبابوي على ضبط النفس خلال تفريق المتظاهرين»، مبديةً «قلقاً بارزاً» حيال التطورات في البلاد، وداعية رعاياها إلى تجنب وسط العاصمة «نظراً إلى استمرار غموض الموقف السياسي». كما ناشد الاتحاد الأوروبي «جميع الأطراف التحلّي بالهدوء وضبط النفس وتنظيم الاحتجاجات وفقاً للقانون»، فيما حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زعماء البلاد والساسة والشعب على «ضبط النفس ونبذ كل أشكال العنف». كذلك أبدت بريطانيا «قلقاً شديداً إزاء العنف»، داعية «الزعماء السياسيين في زيمبابوي إلى تحمّل مسؤولية ضمان الهدوء وضبط النفس في هذه الفترة الحرجة». في المقابل، اعتبرت الخارجية الصينية أن الانتخابات «سارت في شكل منظم»، داعية «جميع الأطراف إلى وضع مصلحة البلاد أولاً والعمل لضمان السلام والاستقرار والتنمية».
مشاركة :