تعتبر«الجاراوا»، واحدة من أقدم قبائل العالم، والتي استوطنت أرخبيل جزر الأندامان في المحيط الهندي منذ 35 ألف سنة مهاجرة من أراضي أفريقيا. وتعيش القبيلة التي لم يتبقَّ منها سوى 400 فرد فقط، بعيدة عن التكنولوجيا والحضارة لدرجة أنهم اعتبروا الكشف الذي يُستخدم في الظلام من أدوات السحر، وأطلقوا عليه اسم «بالع الظلام». وتعتمد قبيلة «الجاراوا»، على الصيد واستخدام الأسهم للحفاظ على حياتهم في أبسط أشكالها بعيداً عن نظريات التقدم والذكاء الصناعي التي تجتاح العالم أجمع. أقدم قبائل العالم مهددة بالفناءوتتعرض القبيلة في الوقت الحالي لأعلى درجات الإبادة التي قد تتسبب في النهاية في فنائها خاصة بعد تهديد الحكومة الهندية لهم بشق طريق دولي سريع في جزرهم الأمر الذي جعل أفراد القبيلة أكثر عدائية وهجوماً على الأجانب. بالإضافة إلى طمع العديد من الجهات الاستثمارية العالمية في استغلال جزيرة الأندامان التي تعتبر قطعة من الجنة وشواطئها الفيروزية التي تجذب الآلاف من السياح سنوياً. إلى جانب العادات والتقاليد الغريبة لـشعب الجاراوا، التي تجذب السواح لاكتشافها وتوثيق حياتهم وبيع الفيديوهات بآلاف الدولارات. واستعمرت الأندامان من قبل بريطانيا أولاً ثم اليابان، وألحقت بالهند بعد الحرب العالمية الثانية عام 1947. تأثير السائحين على قبيلة «الجاراوا» أما الاستعمار الجديد الذي يجتاح الجزيرة في الوقت الحالي فهو استعمار واستغلال السائحين للسكان المحلين لـشعب الجاراوا وإبادتهم الهمجية للعديد من الحيوانات البرية التي يعتمد عليها الجاراوا في حياته اليومية. بالإضافة إلى نقلهم للعديد من الأمراض القاتلة كالجدري والالتهاب الرئوي الذي تسبب في فناء 10% من سكان الجزيرة خلال عام 1999. إلى جانب جلب السواح للسجائر والكحوليات للجزيرة وعرضها على سكانها الأمر الذي تسبب في غضب الشعب العريق رافضين لأي شكل من أشكال الحضارة القاتلة، كما وصفها المتحدث الرسمي عن القبيلة.