مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على النظام الإيراني من جراء تردي الأوضاع المعيشية، فتح المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي المجال أمام إمكانية تحسين العلاقات بين بلاده والسعودية، معلناً قرب افتتاح مكتب لرعاية المصالح الإيرانية في الرياض. وقال قاسمي، في تصريح أوردته وكالة "إرنا" أمس، إن إيران أكدت مراراً استعدادها للحوار مع بلدان المنطقة، حتى السعودية، مبيناً "أننا لم نرفض اقتراح أي بلد أعلن استعداده لأداء دور الوساطة بين طهران والرياض"، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية مطلع 2016 بعد هجوم إيرانيين على سفارة المملكة وقنصليتها في طهران ومشهد؛ احتجاجاً على إعدام رجل الدين نمر باقر. وأشار إلى أن "الفريق القنصلي الإيراني، المكون من 10 أشخاص، ذهب حالياً لأداء مناسك الحج، ومتابعة أعماله في إطار بعثة الحج الإيرانية". وأكد مصدر في الخارجية الإيرانية تعیین محمد علي بك مسؤولاً عن مكتب رعاية المصالح الإيرانية في جدة، إضافة إلى إشرافه على مكتب رعاية مصالح بلاده في الرياض. وأضاف المصدر أنه سيتم في وقت لاحق تعيين شخص آخر سفيراً ليكون رئيساً لبعثة إيران ومكتب رعاية مصالحها في الرياض، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات تنتظر موافقة السلطات السعودية. من جانب آخر، لفت قاسمي إلى أن بلاده مستعدة لسحب أو تخفيض عناصرها الداعمة للرئيس بشار الأسد من سورية، لكنه اشترط أن تشعر طهران بـ"استقرار نسبي هناك"، وأنها أنهت مهمة "القضاء على الإرهاب". ورداً على سؤال بشأن دعوات روسيا وأميركا وإسرائيل لإخراج القوات الإيرانية من سورية، قال إن "وجودنا هناك استشاري، وبطلب من الحكومة السورية، وسنبقى هناك مادامت تطلب منا ذلك". وأضاف أن "وجودنا في سورية لم يكن بطلب من دولة ثالثة، كي نخرج بطلب من تلك الدولة، ونحن قادرون على تحديد مصالحنا الوطنية تماماً مثل روسيا التي تتبع مصالحها القومية في العالم". وتأتي التصريحات المرنة لقاسمي في وقت تواصلت الاحتجاجات الشعبية الإيرانية المنددة بالغلاء والنظام لليوم الرابع على التوالي في العاصمة طهران ومحافظات ومدن بينها أصفهان ومشهد وكرج وشيراز. وأفادت وكالة "فارس" بأن 500 محتج هاجموا حوزة علمية في بلدة اشتهارد بمحافظة كرج قرب طهران أمس، وأضرموا النار في أجزاء منها، وحطموا نوافذ قاعة الصلاة، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب وتفض التجمع، وتعتقل مشاركين فيه. وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على شبكات التواصل خلال الأيام الماضية أشخاصاً يسيرون في شوارع مدن عدة، ويهتفون "الموت للدكتاتور"، ويرددون شعارات ضد رجال الدين والدولة، في وقت يسود قلق وترقب لأثر العقوبات الأميركية الاقتصادية، التي تدخل الحزمة الأولى منها غداً حيز التنفيذ، على حياة الإيرانيين.
مشاركة :