ساوباولو: «الخليج» شهد جناح الشارقة في ثاني أيام معرض ساوباولو الدولي للكتاب، في نسخته الخامسة والعشرين، مجموعة من الأنشطة والفعاليات والندوات الثقافية والفنية، التي نقلت للجمهور البرازيلي ملمحاً من الثقافة العربية، وعرفتهم بحضارة الإمارات الزاخرة بالتراث الإنساني، وكيف استطاعت خلال فترة وجيزة نسبياً أن تكون أحد الدول الرائدة عالمياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وكيف مهدت الدولة لهذه الإنجازات عبر متابعتها المسيرة العبقرية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أسس دعائم قوية لنهضة الدولة، بحكمته الثاقبة، ورجحة رأيه، وأخلاقه العربية والإسلامية الأصيلة والتي أصبحت قدوة احتذى بها كل أبناء الدولة.كما قدم جناح الشارقة جملة من الورش الفنية التي عرفت جمهور المعرض بالصناعات والحرف اليدوية والتقليدية في الإمارات، وفي الجانب الأدبي فقد قدم شعراء الإمارات إبداعاتهم عبر قصائد متنوعة الأشكال والمضامين والموضوعات، وكان للموسيقى الإماراتية نصيب، حيث استمع الجمهور إلى الألحان التراثية التي كان يغنيها البحارة الإماراتيون خلال رحلات الصيد والعمل. ندوة «عام زايد» تناقش عطاء القائد المؤسس وقيمه النبيلة استعرضت ندوة «عام زايد» التي استضافها جناح الشارقة المشارك في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، الذي يحتفي بالإمارة ضيف شرف دورته ال25، جوانب من شخصية المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أمام جمهور الثقافة البرازيلية واللاتينية، كما تناولت تجربته التاريخية، ومآثره السياسية وحنكته في بناء مشروع الدولة الحضاري.وقدّم الباحثان الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ في جامعة الإمارات، وسعيد حمدان، مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، خلال الندوة التي أدارها الكاتب والإعلامي خالد بن ققة، قراءة في جهود الشيخ زايد في بناء الدولة، وتكريس قيمها الحضارية، وأسس بنائها ونهضتها، والجهود الكبيرة التي بذلها في تأسيس اتحاد الإمارات، الذي وضعها في مصافِ الدول المتقدمة في شتى المجالات.وأكد بن صراي في مداخلة تناولت القيم الأخلاقية التي أرساها المغفور له، أن الشيخ زايد يعد أحد النماذج العربية الإسلامية المعاصرة الفريدة التي تركت آثاراً إيجابية متنوعة على كافة الأصعدة، وتشكلت ملامح سماته الأخلاقية في انتظامها في عقد واحد، والتزامها في مبادئ سامية، وقدرتها على الاستمرارية، لافتاً إلى أن السمات الأخلاقية للشيخ زايد ظلت سامية، وأصيلة، وثابتة، وعميقة، وغير متكلفة.وأوضح أن الشيخ زايد نجح في تقديم منظومته الأخلاقية المتكاملة إلى مختلف أجيال المجتمع الإماراتي، وربطها في التنشئة والتربية، حيث ظل هو القدوة في كل ما يدعو له من أخلاق، وعمل على غرسها في الأجيال الجديدة، وحقق فيها صلة واضحة بين التراث الإماراتي والعربي الإسلامي.وتوقف بن صراي عند شواهد وأقوال تكشف صورة الهوية الأخلاقية للشيخ زايد، حيث أشار إلى مقولته: «إنني أفضل التعب والمشقة مكتفياً بساعات قليلة للراحة في مقابل أن تتم إنجازات الدولة على الوجه الأكمل والصورة المثلى».واستعرض بن صراي قيم العطاء والخير التي تجسدت في شخصية الشيخ زايد، حيث عرض صوراً ووثائق لجهوده الإنسانية، منها موقفه من القضية الفلسطينية، ومبادراته في رعاية المرضى والمحتاجين العرب والأجانب، مشيراً إلى روح التفاؤل في المنظومة الأخلاقية للشيخ زايد، باستشهاده بمقولته: «أعطني زراعة أعطك حضارة».بدوره استهل سعيد حمدان مداخلته باستعادة خطاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لدى اختياره شخصية العام في جائزة الشيخ زايد للكتاب، حيث قال: «كان خطاب حاكم الشارقة جوهرياً حول الشيخ زايد، إذ توجه إلى المجتمع الإماراتي بالسؤال: كلنا نحب زايد، لكن علينا أن نسأل ماذا قدمنا له؟ إن الشيخ زايد كان يريد العمل والريادة والتميز والعطاء بكل أشكاله».وأكد حمدان أن حضور الشيخ زايد في الذاكرة الإماراتية شكّل واحداً من محاور الاشتغال الفكري والإبداعي لدى الكتّاب والمثقفين الإماراتيين والعرب، إذ تشهد المكتبة العربية على أكثر من 150 كتاباً حول الشيخ زايد، منها ما يتناول مآثره الإنسانية، وسيرته، وتجربته النهضوية، إضافة إلى الدواوين الشعرية التي كتبت في مدحه واستذكار مواقفه النبيلة. الصايغ وسالم يحلقان بالقصيدة العربية استضاف جناح الشارقة المشارك في فعاليات الدورة ال 25 من معرض ساوباولو الدولي للكتاب، كلاًّ من الشاعرين الإماراتيين حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وطلال سالم، في أصبوحة شعرية جمعت ضيوف الجناح من المثقفين والكتاب العرب والبرازيليين.قرأ الشاعران خلال الأمسية التي أدارتها الشاعرة شيخة المطيري، مختارات من تجربتهما الشعرية، تنوعت في المضامين، والبناء، واللغة، حيث قدم الصايغ أشعاراً من تجربته في قصيدتي التفعيلية والنثر، عرض فيها خلاصة تأملاته لشواغل الراهن العربي، وتحولات الذاكرة الجمعية، متوقفاً عند الخصال النبيلة وما يمثله المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.فيما ألقى الشاعر طلال سالم عدداً من القصائد التي تعكس جانباً من تجربته الشعرية المشغولة في التقاط المفارق والجمالي في تفاصيل الحياة، حيث صوّر شاعرية علاقته مع المكان الإماراتي، وفتح الباب على المحمول الجمالي للذاكرة الإماراتية.ألقى الصايغ مجموعة من قصائده التي ترجمت إلى الفرنسية تحت عنوان «البطريق»، يقول في إحداها:أمطريني أمطريني/ يا سنيني/ أمطريني في شروقي وغروبي/ يا غيوماً ريشها الأبيض/ يرتاح على سفح نحيبي/ أمطريني أمطريني/ وأمطري بي/ واشهدي موتي لأبقى خالداً/ رغم تلاشي جبهتي تحت خطاي.ومن قصيدة حملت عنوان «الراقصة» قرأ الصايغ: الظل مهرجان/ والخطوة الأولى تؤسس الإيقاع ليلياً/ وتستلقي على أسرة المكان/ معلنة تماسك السقف الذي كاد/ وتستلقي على خصر الأحاجي وردتان/ ولليدين ما تؤلف اليدان/ من غدها المشغول بالغيتار والكمان/ من غدها المكسو بالعسجد والغموض/ والنيران.واستهل سالم قراءته بقصيدة من وحي زيارته لمدينة ساوباولو، مؤكداً بذلك أثر الحوار الثقافي بين المبدع الإماراتي وملامح الثقافة اللاتينية، حيث قرأ: شيء إلا موعد متسامي وغواية أخرى على أحلامي جاءت قبيل الفجر تنشد عطرها وتتوه في روح الشقي الظامي جاءت كبعض الشعر يأفل كونه ويضيع في عينيه كل كلامي زمن يشيب به المدى وكهوله ضافت على وجه هناك ملامي ومن مجموعة قصائد قصيرة، أضاء فيها سالم على اللحظات الكامنة في تفاصيل اليومي والعابر، قرأ: تلك الرسالة أحرقت من آمنوا مروا على ضوء شفيف سامي هم آمنوا بالبحر مد شراعهم تاهوا وتاه النجم في استسلامي هي آخر الحرف القصيدة مرة ولهي بها عطشي مع الآثام
مشاركة :