شهدت أفغانستان مزيدا من التصعيد العسكري والقتال الضاري بين القوات الحكومية المدعومة من القوات الأميركية وقوات حركة طالبان التي تقاتل على أكثر من جبهة وفي أكثر من ولاية للضغط على القوات الأميركية للانسحاب من أفغانستان، وعلى القوات الحكومية من أجل انتزاع السيطرة من الحكومة الأفغانية على أفغانستان.وتحدثت الحكومة الأفغانية أمس عن مقتل أحد عشر مسلحا من مقاتلي طالبان في ولاية اورزجان بعد هجوم جوي على المنطقة، ومقتل ثلاثة من أفراد القوات الحكومية في الهجوم، حيث أشار محمد معروف أحمدزي قائد الشرطة المحلية في الولاية إلى أن الاشتباك اندلع منتصف ليلة أول من أمس عندما حاولت مجموعة مؤلفة من اثني عشر مسلحا من طالبان اقتحام منطقة شانتو، مما أجبر القوات الحكومية على الانسحاب حتى وصول الدعم الجوي، وقال أحمدزي إن القوات الأجنبية نفذت غارة جوية على مسلحي طالبان مما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح حسب قوله. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية ذكرت في بيان لها سقوط 45 من مسلحي طالبان بين قتيل وجريح في مناطق مختلفة من الولايات الأفغانية إثر مواجهات دامية مع القوات الحكومية، التي شنت تسع عمليات تمشيط في مناطق مختلفة من أفغانستان حيث شملت العمليات ولايات ننجرهار وكونرا وغزني وبكتيكا وبكتيا واوروزجان وفراه وفارياب وقندوز ونيمروز وهلمند. كما شملت العمليات الحكومية غارات جوية على مراكز وتجمعات لطالبان في مناطق عدة من أفغانستان. وفيما أشار بيان الحكومة إلى خسائر طالبان جراء الغارات والمواجهات إلا أنه لم يشر إلى سقوط ضحايا من القوات الحكومية أو المدنيين في هذه المواجهات.من جانبها قالت طالبان في بيان على موقعها على الإنترنت إن مقاتليها تمكنوا من قتل ثلاثة عشر من القوات الحكومية وتدمير ناقلتين مدرعتين وراجمتي صواريخ قرب ترينكوت في أرزجان في المواجهات التي دارت بين الطرفين. وأشار بيان طالبان إلى أن القوات الحكومية هربت من نقطتين في مديرية بايي نوا هما كاشاخنك وياكلانغ وهما جزء من مدينة ترينكوت حيث تجري معارك شديدة، وأنه تم تدمير عربة مدرعة بصاروخ فيما دمرت ناقلة مدرعة أخرى بواسطة لغم أرضي زرعه مقاتلو طالبان مما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر حكومية وجرح اثنين آخرين في الحادث، وكانت طالبان تحدثت عن مقتل ثلاثة جنود آخرين في هجوم على نقطة تفتيش في منطقة نادر شاه غونادي في مدينة تارينكوت.وبث موقع طالبان الرسمي بيانات للحكومة عن عمليات واسعة شنها مقاتلو الحركة في منطقة تشنارتو المركزية التي تحوي مقر الشرطة وإدارة الولاية وقيادة القواعد العسكرية فيها. وأشار البيان إلى هجوم طالبان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على المنطقة مما أدى إلى مقتل 55 من قوات الحكومة وأسر 6 آخرين والاستيلاء على عدد من قطع الأسلحة المختلفة. واعترفت طالبان في بيانها بمقتل اثنين من مقاتليها وجرح ثلاثة آخرين، وأن تفاصيل أخرى عن العمليات هناك سيتم نشرها حال وصولها.وفي منطقة أخرى من أفغانستان قالت حركة طالبان إنها تمكنت من قتل أربعة من الجنود الأميركيين قرب قاعدة باغرام الجوية بزرع عبوة ناسفة، إضافة إلى أحد أفراد الميليشيات المحلية العاملة مع الأميركيين. وقال بيان للحركة إن مقاتليها قصفوا مديرية سالانغ شمال العاصمة الأفغانية مما حدا بالقوات الحكومية لطلب الإمداد والدعم من القوات الأميركية في قاعدة باغرام.وتزامن التفجير قرب قاعدة باغرام والقصف على مديرية سالانغ مع عمليات قامت بها طالبان قرب قاعدة شيندند الجوية غرب أفغانستان وقت وصول فصائل عسكرية جديدة للمنطقة مما أدى إلى تدمير دبابة أميركية ومقتل عدد من القوات الخاصة الأفغانية إضافة إلى ثلاثة جنود أميركيين وإصابة ثلاثة من القوات الأميركية في القصف، وقد ردت القوات الأميركية والأفغانية على هجوم طالبان بقصف جوي مكثف مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمحلات التجارية ومقتل ثلاثة من القرويين حسب بيان طالبان، إضافة إلى اثنين من مقاتلي الحركة. وكانت طالبان تحدثت عن مواصلة مقاتليها عملياتهم في مناطق مختلفة من أفغانستان حيث أشار بيان للحركة إلى معارك جرت في مناطق فيض آباد وشيرين وتاغاب شمال شرقي أفغانستان. وأشار البيان إلى تواصل الاشتباكات بالأسلحة الخفية مما أدى إلى سيطرة الحركة على إحدى نقاط التفتيش بعد مقتل ثمانية من القوات الحكومية وجرح تسعة آخرين وهرب الباقين، إثر تدمير ثلاث عربات مصفحة. وكانت الحكومة الأفغانية أعلنت مقتل 57 من قوات طالبان في ولاية كونار شرق أفغانستان بينهم عدد من قادة الحركة كما قال البيان الحكومي. وأشارت وكالة خاما بريس المقربة من رئاسة الأركان الأفغانية أن المسلحين قتلوا أو جرحوا في منطقة أسمار وغازي آباد وأن القوات الحكومية تساندها المدفعية الثقيلة والدبابات تقوم بعمليات تمشيط للمنطقة، حيث قتل واحد وخمسون من قوات طالبان بينهم عدد من القادة المحليين وجرح ستة آخرون، وتمكنت القوات الحكومية من تدمير عدد من الأسلحة المتوسطة والثقيلة لقوات طالبان، وتدمير بعض المخابئ الجبلية. إلى ذلك، فقد زاد عدد قتلى التفجير الانتحاري في مسجد خواجا حسن في غارديز إلى أربعة وثلاثين شخصا حسب مصادر الشرطة الأفغانية، وقال سردار والي تبسم المتحدث باسم الشرطة الأفغانية في الإقليم إن عدد المصابين جراء الحادث انخفض إلى 76 شخصا وذلك بعد وفاة خمسة من المصابين في التفجير حيث ارتفع عدد القتلى من تسعة وعشرين في الحصيلة الأولية إلى أربعة وثلاثين. وكان مهاجمان انتحاريان فجرا نفسيهما بعد أداء المصلين صلاة الجمعة في المسجد التابع للأقلية الشيعية في المدينة الواقعة جنوب شرقي العاصمة كابل، ونفت طالبان أي علاقة لها بالحادث مما زاد من الاعتقاد بأن تنظيم «داعش» ولاية خراسان هو المسؤول عن التفجير، غير أن بيانا رسميا كالمعتاد لم يصدر من التنظيم الذي اعتاد تبني عملياته مباشرة فور وقوعها في أي مكان. وتعتبر باكتيا من أهم المعاقل للحركات المسلحة ضد الحكومة الأفغانية منذ أيام الملك ظاهر شاه قبل أكثر من أربعين عاما، ونشط فيها إبان الجهاد ضد السوفيات مقاتلون مؤيدون لجلال الدين حقاني و«الحزب الإسلامي» بزعامة حكمتيار وحركة الانقلاب الإسلامي بزعامة محمد نبي محمدي، لكن مقاتلي حقاني وابنه سراج هم الذين بقوا في هذه المنطقة ويقاتلون ضد الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية.
مشاركة :