مدخل للشاعر جارالله الغزي: ألا يا صالح الوقت متغيّر فلا تحمل عليّ مثقال ذرّه وأنا اللي عارفٍ سلمك وحلمك خويك بالمضره .. والمسرّه فلا تشره على من شان وقته عليّ الواجب .. وبالك تشرّه يمتلك الشاعر أدوات مهمة جداً، خاصة الشاعر المتمكن الذي يحرص دائماً على تطوير نفسه للأفضل والأحسن، واتساع مداركه، خاصة في هذا العصر الذي يتطلب السرعة في كل المجالات.. فالشاعر من دون بناء الفكرة لا يستطيع التعبير بالشكل اللائق، الذي يخدم الذائقة الأدبية، كما يقول الشاعر طلال حمزة: سلّط الله على ناسٍ تبيع الكلام تشري الكذب وعلوم الردى يا ابراهيم شاعر الفجر ودّه لو يشق العتام بالمعاني ويحيي كل بالي رميم ودّه الشِّعر ينبت فالصخر والعظام ودّه ليا رماك يصوّبك فالصميم وكما هو معروف أن الإنسان بطبيعة الحال تستوقفه بعض المواقف والأحداث والمتغيرات.. ونجد أن الشاعر أكثر ما يثيره هو الانفعال إثر هذه المواقف نتيجة الركض في دهاليز مدارات الحياة، ومن خلال هذه الظروف فإنه يبوح عما بداخله من أمل، أو رجوى، أو وجدان، أو أحزان ناتجة عن خفايا وانفعالات المشاعر، وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر جزاء المسردي: لليل صبح .. وللبدايه نهايه وللصبر من ربي ومن خلقه احسان وانتي نثرتي الحب عشته حكايه كل الفرح فيها مع كل الاحزان انتي حقيقه بس عشتك روايه من رجفة ضلوعي إلى شوف الأعيان ولكيلا يندم الشاعر على شيء كتبه في لحظة انفعال المشاعر.. لا بد أن يأخذ وقته في التمعّن، والتفكير، وعدم التسرّع، والانفعال غير اللائق بسبب ردّة فعل في لحظة تسرّع، وعليه أن يكون شاعراً يحمل لواء الكلمة المشرّفة التي ترفع من درجات أسهمه، وذلك من خلال خدمة مجتمعه، وتوظيف قدراته الشّعرية للأجمل والأفضل.. وهذا من دون شك يدل على رقي الشاعر للمستوى المأمول، ويدل على ما بداخله من طموح للعلا، والوصول للقمّة، وكسب أعلى الدرجات والأفضلية من بين أقرانه الشعراء.
مشاركة :