خرق العقوبات على إيران يدفع العلاقات التركية الأميركية إلى الهاوية

  • 8/5/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في واحدة من أكبر الأزمات بين الحليفين بحلف شمال الأطلسي» الناتو»، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه مايك بنس، تهديدات غير مسبوقة بفرض عقوبات شديدة فورية على تركيا، في حال عدم إطلاقها سراح القس الأميركي أندرو برانسون، الذي تعتقله السلطات التركية. وتطالب واشنطن أنقرة بالإفراج الفوري عن القس برانسون، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي في تركيا، بعد اعتقاله عاما ونصف العام، فيما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على وزيري العدل والداخلية في الحكومة التركية، عبدالحميد جول، وسليمان صويلو بسبب احتجاز القس. يأتي ذلك في وقت طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجميد أصول وموجودات وزيري العدل و الداخلية الأميركيين ردا على قرار واشنطن. وبحسب مراقبين سياسيين فإن العلاقات التركية الأميركية تتجه برمتها نحو الهاوية، خاصة بعد إعلان الكونجرس والبيت الأبيض معا الحرب على تركيا، إذ أنه وفي أول خطوة عملية وعقب ساعات من تهديدات ترامب، وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، على مشروع قانون قدمه كل من أعضاء مجلس الشيوخ يقيّد حصول تركيا على قروض من المؤسسات الدولية، ويحتاج اعتماد مشروع القانون إلى مصادقة مجلسي النواب والشيوخ وتوقيع رئيس البلاد. وعلى الصعيد المالي أيضا يتوقع أن يسرع القضاء الأميركي بإصدار حكم نهائي في المحاكمة المتواصلة لمسئولي هالك بنك الحكومي التركي، المتهم بالمساهمة في التحايل على العقوبات الأميركية على إيران. مخاوف اقتصادية وفيما قوبلت التهديدات الأميركية بالرفض من جميع المسؤولين الأتراك، يرى الكثير من الخبراء، أنه ومع إصرار أنقرة على عدم الرضوخ للعقوبات الأميركية الجديدة على إيران، لا سيما فيما يتعلق باستيراد النفط يتوقع أن تستغل واشنطن الأزمة للتلويح بعقوبات أكبر على تركيا بتهمة خرق العقوبات الأميركية على إيران. ويخشى اقتصاديون أتراك أن توسع واشنطن عقوباتها في حال تصاعد الأزمة لتشمل التضييق على التبادل التجاري الكبير بين البلدين، لا سيما التضييق على الصادرات التركية إلى أميركا، على غرار ما حصل في الأسابيع الأخيرة من رفع للضرائب على العديد من البضائع الموردة من تركيا إلى الولايات المتحدة. حظر طائرات إف 35 وفي خطوة أخرى، يتوقع أن يوافق ترامب على مشروع قانون أقره مجلس الشيوخ ينص على حظر بيع تركيا طائرات مقاتلة من طراز «إف 35»، وذلك رغم تسليم أنقرة أول طائرة في حفل رمزي جرى الشهر الماضي في الولايات المتحدة، حيث تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة مساع كبيرة لإعاقة بيع تركيا هذا النوع من الطائرات على خلفية شراء أنقرة منظومة «إس 400 « الدفاعية من روسيا. وفي حال الموافقة النهائية على استبعاد تركيا من برنامج تصنيع الطائرة الأحدث في العالم سيتوجب على الإدارة الأميركية سحب القطع المصنعة في تركيا من الطائرة، ومن خروج هذا النوع من الطائرات من الأراضي التركية بشكل نهائي. ولا يتوقف الأمر على صفقة الطائرات الأخيرة، وربما يتطور إلى تمرير قوانين في الكونجرس يتعلق بتقليص أو حظر أنواع أخرى من الأسلحة والقطع العسكرية، التي تستوردها تركيا باستمرار من شركات الصناعات الدفاعية الأميركية. الوضع بسورية وعلى صعيد متصل، يتوقع أن يتأثر الاتفاق الأميركي التركي حول سحب وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة منبج في شمالي سورية، ومن الممكن أن تعلن واشنطن تجميد التعاون، فيما يتعلق بخريطة الطريق المتعلقة بالأوضاع في شمالي سورية، لا سيما وأن أردوغان عبر قبل يومين عن عدم رضاه عن تطور تنفيذ الاتفاق في منبج، فيما يبدو أنه تجميد أو إبطاء أميركي غير معلن لتنفيذ الاتفاق. وفي حال عودة التوتر في العلاقات التركية الأمريكية بشمالي سورية، تخشى أنقرة أن تعود واشنطن للعب بورقة الوحدات الكردية هناك لممارسة مزيد من الضغوط على أردوغان، إلى جانب وقف التعاون الأمني والاستخباري، الذي ظهر تطوره بشكل كبير فيما يتعلق بمكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني في تركيا وشمالي العراق. ووفقا للمراقبين فإن كل هذه التكهنات ستبقى رهن التطورات التي سيشهدها ملف توقيف القس الأميركي، وما إن كانت أنقرة سوف تطلق سراحه بناء على صفقة ما مع الإدارة الأمريكية أو إصراراها على إكمال محاكمته في تركيا. 5 ملفات خلافية بين أنقرة وواشنطن وجود الداعية فتح الله جولن في أميركا يغضب أنقرة التي تتهمه بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 أزمة وجود معتقلين أميركيين في تركيا، والتي فجرها احتجاز القس برانسون قضية «هالك بنك» المتورط في انتهاك العقوبات الأميركية على إيران، في قضية تطال مليارات الدولارات تأخذ تركيا على الولايات المتحدة تقديمها الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم داعش شراء تركيا أنظمة دفاع جوي روسية من طراز «إس 400» لا تتوافق مع أنظمة الحلف الأطلسي الدفاعية

مشاركة :