هاجم متظاهرون إيرانيون أمس حوزة علمية في منطقة كرج القريبة من طهران، حسبما ذكرت وكالة أنباء فارس المحافظة، في حين يشهد البلد تحركات احتجاجية متفرقة قبل عودة العقوبات الأمريكية. وخلال الأيام الماضية خرجت تظاهرات ضمت مئات في عدة مدن إيرانية مثل شيراز في الجنوب والأحواز في الجنوب الغربي ومشهد في الشمال الشربي وخرج قرب طهران، مع تنامي الغضب إزاء النظام السياسي جراء الضائقة الاقتصادية. وبحسب "الفرنسية"، فقد قال حجة الإسلام هندياني مدير حوزة مدينة اجتهاد "إن نحو 500 متظاهر هاجموا المدرسة نحو الساعة التاسعة مساء "الجمعة" محاولين كسر أبوابها وإحراق أشياء فيها". وأضاف أن "المحتجين كانوا يحملون حجارة وكسروا كل نوافذ قاعة الصلاة وهم يرددون شعارات ضد النظام"، موضحا أن الشرطة قامت بتفريقهم واعتقلت عدداً منهم. وتطرقت السلطات الإيرانية لماماً إلى الاحتجاجات التي شهدتها أصفهان وشيراز ومشهد وطهران احتجاجاً على الوضع الاقتصادي إضافة إلى حالة أوسع من الغضب إزاء النظام السياسي. وأظهرت تسجيلات فيديو وضعت على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية أشخاصاً يسيرون في شوارع مدن عدة ويهتفون "الموت للدكتاتور" وشعارات أخرى. ونشر موقع "أخبار قم" المحافظ تسجيلاً لمسيرة احتجاج في مدينة مشهد بعد صلاة الجمعة يقول فيه الخطيب للحشد "أكثر نوابكم لا يكترثون بمشكلات الشعب". وأضاف "أكثرهم لديهم جوازات سفر وعائلاتهم تعيش في الخارج. على القضاء أن يعثر عليهم ويوقفهم"، في حين هتف الحشد "الله أكبر". وحتى الآن، توحي التسجيلات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن احتجاجات الأيام الماضية أصغر بكثير وأضيق نطاقاً من تلك التي جرت في كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) وشملت عشرات المدن والبلدات وقتل خلالها 25 شخصا. لكن الإيرانيين يترقبون بقلق ما ستكون عليه التداعيات الاقتصادية لإعادة فرض العقوبات الأمريكية ابتداء من الثلاثاء بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع القوى الكبرى وتوعدها بفرض عقوبات يكون لها "أبعد الأثر" في إيران على مرحلتين يوم غد الإثنين 6 آب (أغسطس) و5 تشرين الثاني (نوفمبر). وأدى الموقف الأمريكي إلى إضعاف الريال الإيراني الذي فقد قرابة ثلثي قيمته خلال ستة أشهر، ولم يتضح بعد كيف سينعكس كل هذا على الحياة اليومية للإيرانيين، لكن دبلوماسية غربية في طهران تتابع التطورات الاقتصادية، تؤكد أن أسعار المواد الغذائية الأساسية تشهد بالفعل ارتفاعاً. وأضافت الدبلوماسية الغربية "نلاحظ بالفعل ارتفاع أسعار السيارات بصورة كبيرة بسبب الخوف من نقص استيراد المواد الخام. في تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما تتأثر مبيعات النفط، ستكون لدينا صورة واضحة عن تأثير ذلك في الحياة اليومية". وأضافت أن "انهيار العملة ليس ناجماً عن عوامل اقتصادية بحتة، إنما لأن الناس تبحث عن مكان آمن للاحتفاظ بمدخراتهم لأنهم لا يثقون بقدرة الحكومة على تحسين الأوضاع"، مشيرة إلى أن "هناك تراجعا كبيرا للثقة بالنظام المالي وقدرة الحكومة على السيطرة على الأمور والتصدي للعقوبات".
مشاركة :