دمشق – فؤاد مسعد | بعد غياب أعماله الأدبية والمسرحية عن خشبة المسرح لسنوات، يعود الكاتب الراحل محمد الماغوط ليكون رافعاً وملهماً لأعمال مسرحية جديدة، حيث انطلقت منذ أيام عروض المسرحية الكوميدية السياسية «السيرك الأوسط»، المأخوذة من عدة أعمال له، أهمها مسرحية «المهرج» إضافة إلى مقالات من «سأخون وطني»، ودواوين مثل «سياف الزهور». المسرحية التي تقدمها فرقة «أسرة الفنانين المتحدين – فضا» من إخراج غزوان قهوجي، بطولة محمد خير الجراح، الليث مفتي، أريج خضور، رائد مشرف، داود شامي، زهير بقاعي، ربى طعمة، باسل الرفاعي، محمد أيتوني، سمير الشماط، محمد سويد. كما كان لفرقة «خطى» للمسرح الراقص حضور مهم من خلال ست استعراضات قدمتها ضمن العرض المسرحي. الإنسان مهمّش كحال الماغوط الذي انطلق من الشارع وكتب عن الشارع والناس، أتت المسرحية لتعرّي الواقع العربي اليوم واختلاط وتبدل المفاهيم، وتتناول حال الوطن العربي وتفاصيل الإنسان العربي المهمّش، والقضايا اليومية الحارة التي تنعكس على حياته، وأثر الفساد في المجرى العام لدرجة محاولة سلبنا تاريخنا العربي. إضافة إلى الكثير من الموضوعات الأخرى التي شكّلت في مجموعها العمود الفقري لمقولات طُرِحت ضمن قالب ناقد ساخر تم خلاله استحضار التاريخ والتشبيك بينه وبين الحاضر. دارت الأحداث حول فرقة مسرحية ضاقت بها الدنيا فأتت لتقدم عرضها في الشارع أمام أحد المقاهي، ولكن مسرحية شكسبير التي قدمت جزءاً منها لم ترق للحضور المُفترض المُطالب بمسرحية تلامسه بشكل أو بآخر، فوقع الخيار على «صقر قريش – عبدالرحمن الداخل»، ولكن يحدث أن يتداخل الحاضر مع الماضي ويتم استحضار الشخصية التي تُفاجأ بالحالة التي وصلنا إليها كعرب اليوم بعد اكتشاف أننا خسرنا الأندلس وفلسطين. لكل زمان ومكان أكد المخرج غزوان قهوحي أن المسرحية ستشارك في مهرجانات وعروض خارجية. أما حول سبب تسميتها «السيرك الأوسط»، فهو يأتي تهكماً من مُسمى «الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن هناك العديد من التجارب السابقة التي تندرج تحت عنوان الكوميديا السياسية، ومنها مسرح «الشوك» وما قدّمته فرقة «تشرين» من أعمال مسرحية.
مشاركة :