صالح الزير يعود إلى خشبة المسرح ب«الكف المفترس»

  • 12/23/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بالرياض بروفات الطاولة لمسرحية "الكف المفترس" بالتعاون مع الفنان د. راشد الشمراني والتي ستكون من بطولة الفنان القدير صالح الزير كأول إطلالة مسرحية له بعد توقف طويل بسبب ظروفه الصحية التي استدعت بتر ساقه اليسرى. المسرحية التي وضع فكرتها راشد الشمراني تعيد "الممثل" إلى مكانته التي فقدها وتجعله العنصر الأساس باعتباره إنسان في المقام الأول، حيث تنحاز المسرحية له بالكامل وتجعله يعبر عن تجربته الإنسانية من خلال عصف ذهني يمارسه الممثل طوال فترة البروفات يكتب الجمل الحوارية ويعدل ويحذف ويكتشف ذاته متكئاً على التجربة الإنسانية التي مر بها في حياته فهي المنهل الذي يبني فيها نص العرض، فأي شيء يضيفه الممثل قابل للنقاش، ولو كانت "العملية" خطأ فذلك يقوده للغوص أكثر في أعماق نفسه ليأتي بعمليات أجمل تنضج التجربة المسرحية التي تنتج في النهاية تجربة إنسانية واضحة المعالم قريبة من الناس والمجتمع بوصفهم المعنيين بهذا العمل بشكل مباشر. وتتجنب هذه التجربة المسرحية تحويل الممثل إلى "آلة" تسجيل يحفظ النص، ويلقيه على خشبة المسرح ويمضي دون مراعاة لتجربته الإنسانية، الأمر الذي يجعل "الكف المفترس" عملاً مغايراً وتجربة تستحق المغامرة، فالممثل في نظر المسرحية "عمود فقري" وإنسان يستحق التبجيل والاستماع إليه، وثمة فرق بين أن يتحدث الممثل بالنيابة عن المؤلف أو يتحدث من خلال تجربة شخصية نابعة من أعماقه، من خلال نص هو مبتدعه ومبتكره وصانعه. وفي هذا السياق قال الشمراني: "عادة يكون التجريب للتغريب، ولكن في مسرحيتنا يكون التجريب للتقريب"، مبيناً أن هذه التجربة تهدف للقرب من الجمهور من خلال عمل شعبي/ اجتماعي خالٍ من التعقيدات الآدائية ويكون قريباً منهم عبر "مختبر" مسرحي يعيد الاعتبار للممثل بوصفه صانعاً رئيساً في العرض المسرحي، ويضيف الشمراني: "هنا يكتب الممثل حواراته وحركته ويكتشف الممثل قدراته وذاته والاعتماد على التلقائية والعفوية والإبداع". فيما أشار رجا العتيبي مدير جمعية الثقافة والفنون بالرياض: "إن الجمعية تكرم الفنان القدير صالح الزير في هذا العمل تقديراً له على منجزه المسرحي ووفاء لشخصية مسرحية غير قابلة للنسيان"، مشيراً إلى أن هذا التكريم بهذه الصيغة التي تعيد الزير إلى معشوقته "خشبة المسرح" بعد انقطاع طويل نراها أكثر عمقاً من الطرائق التقليدية في التكريم، ملمحاً إلى أهمية المختبرات التي تقيمها لجنة الفنون المسرحية حول الإنسان بوصفه كائن اجتماعي، ومقدراً شراكة العمل التي تقيمها الجمعية مع نجوم التمثيل في المملكة، مؤكداً على ضرورة أن يحفل العمل المسرحي بفكرة نوعية وفلسفة خاصة به حتى يكون للعمل "قيمة مضافة" في الحراك المسرحي السعودي. هذا ويشارك في المسرحية مجموعة من الممثلين الشباب؛ هم: يحيى هروبي، معاذ العمري، نادر الذيابي، أحمد الزهراني، سعود التميمي، شبيب الخليفة، عبدالعزيز الدوسري، وعلي غنام. وفي الإضاءة هذال البيشي، ومتابعة فنية خالد الباز.

مشاركة :