من المتوقع أن تنتهي السعودية من إنشاء البنية التحتية لثلاثة مشاريع في الطاقة الشمسية يتم العمل على تنفيذها حاليا بإشراف ومشاركة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بينها مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الكهروضوئية بواحة التقنية في محافظة الطائف. ووفقا لتقرير صادر عن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية حصلت "الاقتصادية" على نسخة منه، فإن المشاريع الثلاثة الجاري العمل على تنفيذها حاليا يتوقع انتهاء البنية التحتية لبعضها خلال العام الجاري والبعض الآخر بنهاية 2019. وأول هذه المشاريع هو المبادرة الوطنية للتحلية بالطاقة الشمسية، ويتم تنفيذ هذه المبادرة على ثلاث مراحل في مدة زمنية تبلغ تسع سنوات، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ 30 ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات مدينة الخفجي من مياه الشرب، من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاواط وأغشية التناضح العكسي وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ التنفيذ العملي لهذه المرحلة منذ فترة قريبة. أما المرحلة الثانية من المبادرة فتستهدف بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يومياً، ويستغرق تنفيذها ثلاث سنوات، بينما سيتم خلال المرحلة الثالثة بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لكل مناطق المملكة. ويتمثل المشروع الثاني في إنشاء أول محطة طاقة شمسية مستقلة في المملكة لإنتاج طاقة كهربائية بقدرة 50 ميجاواط بالأفلاج، وتقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع شركة تقنية للطاقة، وذلك عبر تأمين وتزويد المشروع بالألواح الشمسية، محلية الصنع وتقديم المساعدة الفنية لتشغيل وصيانة المحطة طيلة مدة المشروع الذي يمتد لـ25 سنة. ولفت إلى أن الشركة ستتولى تصميم وبناء وتشغيل وصيانة المحطة بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء التي ستقوم بشراء جميع إنتاج المشروع من الكهرباء طوال مدة المشروع بسعر غير مدعوم يبدأ من 18.75 هلله لكل كيلو وات/ ساعة، كما ستوفر مساحة كافية للحقل الشمسي بمحافظة الأفلاج للمحطة التي أطلق عليها اسم محطة ليلي. ويتوقع أن يسهم المشروع في توفير ما يزيد على أربعة ملايين برميل من وقود الديزل عالي التكلفة، إضافة إلى الحد من انبعاثات الغازات الضارة والسامة بما يعادل 1.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو يعد إكمالا لجهود المدينة في توطين تقنية الطاقة الشمسية واستثمار البحوث في الصناعة. ويتمثل المشروع الثالث في إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الكهروضوئية بواحة التقنية في محافظة الطائف، وتنفذه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية محطة، وتقع على مساحة 100 ألف متر مربع، وتصل قدرتها الإنتاجية إلى 5 ميجاواط، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى للمحطة التي جهزت لإنتاج 1 ميجاواط خلال العام الجاري، وتجهيزها للربط مع الشبكة العمومية للكهرباء بمحافظة الطائف. ويعتبر المشروع الأول من نوعه في مدينة الطائف حيث إن الإنتاج سيتم ضخه في الشبكة الكهربائية العامة بالتنسيق مع الشركة السعودية للكهرباء، مبينا أن للمشروع انعكاسات إيجابية على الإنسان والبيئة في مدينة الطائف بسبب استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة. ويعد هذا المشروع "نوعي" بكل المقاييس، إذ تم الحرص على رفع نسبة المحتوى المحلي لهذا المشروع ليكون بنسبة 90 في المائة، من خلال الألواح الشمسية التي تعتبر العنصر الأساسي في المشروع، إضافة إلى أجهزة التحكم بالتيار والتردد جميعها صنعت داخل أروقة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ناهيك عن الفريق الهندسي السعودي الذي يقوم بالتصميم والإشراف والتنفيذ، إلى جانب بعض الأعمال الأخرى محلية المصدر كالأعمال المدنية وغيرها. وتمتلك المملكة موارد كبيرة من الإسقاط الشمسي تفوق ما تملكه كثير من دول العالم، إضافة إلى توافر عديد من المقومات والإمكانات الأخرى مثل القدرات البشرية وتطور المنظومة الصناعية، خصوصاً أن السعودية بدأت اهتمامها بالطاقة المتجددة أو ما يعرف بالطاقة النظيفة منذ وقت مبكر يعود إلى عام 1980 أي قبل 38 عاماً من الآن، وبالتحديد عندما افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز محطة أبحاث مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالعيينة إبان إمارته للرياض. وهذا الاهتمام المبكر للمملكة بالطاقة المتجددة، أكدته "رؤية المملكة 2030" التي شخصت واقع السعودية في هذا المجال أولاً، ثم وضعت هدفاً استراتيجياً يتمثل في إضافة 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة إلى الإنتاج المحلّي بحلول عام 2023 كمرحلة أولى، كما أخذت على عاتقها أيضاً تطوير العنصر البشري وتوطين نسبة كبيرة من العاملين في الطاقة المتجددة في مجالات البحث، والتطوير والتصنيع، إضافة إلى بقية المجالات المتصلة بهذه الصناعة المستقبلية المهمة.
مشاركة :