قال الدكتور سامح حنا أستاذ الترجمة والآداب العربية بجامعة ليدز البريطانية، إنه يمكن وصف تأثير ما حدث في دير الأنبا مقار على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بكونه صدمة كبيرة، بل كارثية، ولكن يمكن أن يوظفها الله لصالح الكنيسة لو تعلمت الدروس المستفادة، وهي 3 فوائد على الأقل: 1. نزع القداسة عن البشر سيرفع النظر إلى القدوس 2. مراجعة التعاليم التي أفرزت موجات التعصب والتكفير التي شاهدناها على مدار العقود السابقة والتي ظهرت في أسوأ صورها فيما عُرِف ب جماعة "حُماة الإيمان"، ومن شابههم. 3. إفساح المجال أمام التعليم "الكتابي - الآبائي"، وهو التيار الذي بدأه الأب الجليل متى المسكين وأورثه تلاميذٌ كُثر ومنهم جناب الفاضل الأنبا إبيفانيوس. وأضاف الدكتور سامح، قائلا: إن هذه الدروس لكي تتحول إلى واقع فهي في حاجه إلى قيادة حكيمة، جريئة تعترف بالخطأ وتواجه المخطئين وتقود الشعب في حالة تضرع إلى الله كي يفتح البصائر وينير القلوب ويشرق على الكُل بتوبة عامة. فإذا لم يتم ذلك سوف يؤدي الأمر إلى حزب، صراع داخلي، زيادة أصوات التطرف صلفًا وتطرفًا، خصوصًا بعد فضحها، فلم يعد لديها ما تخشاه. المحصلة: مزيد من الوجع والعتمة. وهنا أؤكد أن روح التعصب ليست قاصرة فقط على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويخطئ من يظن ذلك؛ ويكذب من يحاول أن يصور للآخرين أن الكنائس البروتستانتية بمنأى عن هذه الروح، التعصب سمة ثقافية ضاربة في الثقافة العربية، بكامل أطيافها. فلا داعي هنا لفخرٍ زائف. وطالب سامح بالاشتراك القلبي مع إخوتي وأهلي وناسي ممن جرحوا من هذه الصدمة. واتحد معهم في التضرع والصوم طلبًا لوجه الله، وطلبًا لروح توبة للجميع وحكمة إلهية للبابا تواضروس.
مشاركة :