رانيا باقر: لا يمكن الحكم في المطلق على الدرجة التي تؤثر بها تعليقات مستخدمي الشبكاتأصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في حياتنا اليومية، وباتت تتدخل بعدة جوانب من أمور الحياة حتى في اتخاذ القرارات الخاصة مثل شراء بعض المنتجات أو مشاهدة الأفلام أو أي أمور أخرى حتى وان كانت مصيرية، إذ أصبح بعض المستخدمين يلجؤون لوسائل التواصل الاجتماعي لتكوين فكرة حول منتج ما، بعد قراءتهم لتعليقات المستخدمين الآخرين ومن ثم يقررون عما اذا كانوا سيشترونه ام لا، وحول هذا الأمر وجهنا سؤالاً للأستاذة الأكاديمية بجامعة البحرين رانيا باقر، وأيضًا لعدد من المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي فجاءت آراؤهم على النحو الآتي:لا أتأثر بالتعليقات حول هذا الشأن تقول نور فاضل: «إذا كانت لدي رغبة في شراء منتج معين على سبيل المثال وقرأت تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد هذا المنتج سأقوم بتنفيذ ما يدور بذهني، حتى وإن كانت التعليقات سلبية فلكل شخص وجهة نظر وإذا لم يعجب به الآخرون من الممكن أن يعجبني هذا المنتج، فأنا أحب أن يكون لي قرار حول هذا المنتج سواء كان جيدًا أم لا ولن أتأثر بالتعليقات الموجودة بوسائل التواصل الاجتماعي». وتابعت نور: «أنا دائمًا أفضل استخدام تطبيقات (سناب شات، تويتر وانستغرام)، وإذا وجدت أحد المؤثرين بوسائل التواصل الاجتماعي يقوم بالترويج لمنتج جديد من المؤكد سيثير فضولي وسأرغب في تجربته ومن الممكن أقوم بشرائه أيضًا».ثقة كبيرة بالنفس أما نوح المرباطي فيقول: «لدي ثقة كبيرة بنفسي ويفسر البعض هذه الثقة أنها غرور، ولكن انا دائمًا اقتنع برأيي حتى وأن قرأت بعض التعليقات السلبية بعد قيام المستخدمين بكتابة آرائهم بعد مشاهدتهم لفيلم على سبيل المثال، أو شرائهم لمنتج لا تؤثر هذه التعليقات على قناعاتي، وهذا الموضوع لا يقتصر على عملية الشراء فقط بل بمختلف جوانب الحياة فأنا اقوم بإتخاذ القرارات بنفسي ولا أتأثر بآراء الآخرين». وأضاف: «إذا شاهدت أحد المؤثرين على تطبيقات (تويتر، سناب شات وانستقرام) يروج لمنتج معين أو ينتقد هذا المنتج لن يغير قناعاتي بل سأقوم بتجربة هذا المنتج بنفسي لأتعرف على رأيي الشخصي فيه».الحياة تجارب من جانبها، قالت عالية عبدالأمير: «اذا كان هناك منتج ارغب في شرائه وشاهدت تعليقات في أكثر التطبيقات التي استخدمها على وسائل التواصل الاجتماعي (انستغرام وسناب شات) من الممكن أن يعجبني شخصياً فأنا دائما لدي وجهة نظر كما للآخرين والحياة تجارب، فعلى سبيل المثال بعض الملابس الوانها لا تعجبني ولكنها تعجب الآخرين والعكس صحيح، أما فيما يتعلق بالمؤثرين عند ترويجهم لمنتج معين فأنا شخصيًا أتأثر بهم فهم لهم تأثير قوي في هذا المجال ومن الممكن بعد مشاهدتي لهذا المنتج القيام بشرائه».لا أقرأ التعليقات وفي ذات السياق، قال عبدالله موسى: «أنا في الأساس لا اقرأ التعليقات وإذا كان لدي رغبة في شراء شيء معين اقوم بشرائه ولا اكترث بالتعليقات الموجودة بوسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا تطبيقي (انستغرام وتويتر)، وفي معظم الأوقات أقوم بتنفيذ ما أريد دون قراءة تجارب الآخرين، أما إذا شاهدت احد مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي يروج لبعض المقتنيات اتشجع بعض الأوقات واذهب لتجربته حتى يكون لدي رأي حوله، واذا أعجبني من الممكن أن أقوم بشرائه». رغبتي أولاً من جانب آخر، قال راشد البوفلاسة: «رغبتي في الموضوع تحدد ما اذا كنت مع أم ضد ما يوجد بوسائل التواصل الاجتماعي حتى المنتجات، فمثلاً لو كانت لدي رغبة في شراء ملابس وقرأت بعض التعليقات الموجودة على تطبيق(انستغرام)، والتي تشير إلى أن هذه الملابس ليست جيدة سأقوم بشرائها، اما اذا كنت مترددًا منذ البداية وقرأت هذه التعليقات لن اقوم بشراء الملابس أو أي منتج آخر».آراء الناس مهمة وفي ذات الشأن قالت دولة الفضالة: «اتأثر بالآراء الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً تطبيقي (انستغرام وتويتر) فآراء الناس مهمة، فأنا أحرص على قراءة التعليقات الموجودة في عدة جوانب حتى تخصصات الجامعة الدراسية فتجارب الآخرين مفيدة في تكوين خلفية فكرية قبل التسرع بإتخاذ قرارات، فلو شاهدت تعليقات تذم بمنتج معين لن اقوم بشرائه، اما اذا كانت التعليقات ايجابية من المؤكد سأقوم بشرائه، أما إذا كانت آراؤهم متفاوتة فلن اشتري هذا المنتج لأن هناك من يذم فيه».رأي المختصين وعند سؤالنا للمختصين، قالت الأستاذة الأكاديمية بجامعة البحرين عن هذا الشأن: «لا يمكن الحكم في المطلق على الدرجة التي تؤثر بها تعليقات مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي أو منشوراتهم على قرارات المستخدمين الآخرين، لكن يمكن الإقرار بوجود درجة تأثر معينة، تتفاوت من مستخدم لآخر تبعًا لعدد من المتغيرات». وأضافت: «بملاحظة السلوك العامّ لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، نجد أن بعض المستخدمين يحرص أو يداوم على قراءة التعليقات أو مشاهدة منشورات المشاهير أو من يعرفون بمؤثري (السوشال ميديا) قبل اتخاذ قرارهم بزيارة مكان ما، أو تجربة خدمة معينة أو شراء منتج ما، في حين يلجأ مستخدمون آخرون أحيانًا لما سبق للمعرفة العامّة أو الاسترشاد دون الاعتماد على هذه المعلومات في قراراتهم». وتابعت: «يعود هذا التفاوت بطبيعة الحال إلى عوامل عدة، كشخصية المستخدم، كثافة استخدامه لهذه الشبكات، مدى ثقته في المعلومات المنشورة، ورضاه عن تجاربه السابقة في المنصات الافتراضية». واختتمت حديثها بذكر نتائج دراستها لدرجة الماجستير قائلة: «أشرت لهذا الموضوع في رسالتي للماجستير (استخدام شبكات التواصل الاجتماعيّ في العلاقات العامّة بمملكة البحرين، دراسة تحليليّة، قطاع الاتصالات نموذجًا) عام 2015، إذ سألت عينة قوامها 340 مفردة عن تأثير تعليقات المستخدمين الآخرين في شبكات التواصل الاجتماعي على قراراتهم، وأجاب 52% منهم بأنهم يتأثرون بشكل إيجابي بتعليقات المستخدمين على صور المنتجات والخدمات التي تنشرها شركات الاتصالات في شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل 13% قالوا بأنهم يتأثرون بها سلبًا، في حين قال 35% من المبحوثين بأنهم لا يتأثرون بهذه التعليقات، وفي سؤال آخر بالدراسة ذاتها، حول مدى ثقة المستخدمين بالمعلومات التي يحصلون عليها من شبكات التواصل الاجتماعي، قال 74% من المبحوثين بأنهم يثقون (بدرجة قليلة) في المعلومات التي يحصلون عليها عن الشركات من شبكات التواصل الاجتماعي، في حين يثق 16% (بدرجة كبيرة)، و10% (لا يثقون فيها أبدًا)».
مشاركة :